تسعى السعودية إلى تعزيز شراكاتها الاقتصادية مع الصين والهند من خلال توقيع عدة اتفاقيات استثمارية هامة. زيارة الرئيس الصيني للمملكة أسفرت عن توقيع اتفاقيات بقيمة 50 مليار دولار، وتم التصريح بـ 50 اتفاقية أخرى مع الهند. السعودية تسعى للتوازن في علاقاتها الاقتصادية ولم تلتفت للضغوط العالمية بالابتعاد عن الصين. تم إطلاق ممر اقتصادي يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، وتم توقيع اتفاقيات تنوعت بين مجموعة متنوعة من القطاعات. تواجه العلاقات التحديات مثل مشكلة مشروع "أرامكو السعودية" في الهند، لكن السعودية تعزز استثماراتها رغم هذه التحديات.


يتم تسليط الضوء على الجهود السعودية لتنويع شراكاتها الاقتصادية في وقت تشهد فيه العالم توترات سياسية واقتصادية، وذلك من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات الهامة مع الصين والهند.

زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى السعودية قبل بضعة أشهر أدت إلى توقيع اتفاقيات استثمارية بقيمة 50 مليار دولار. وبالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن 50 اتفاقية استثمارية أخرى مع الهند خلال مؤتمر الاستثمار السعودي الهندي.

هذه الاتفاقيات تعكس التزام السعودية بالتوازن في علاقاتها الاقتصادية مع شركائها التجاريين واستقلاليتها على الساحة الدولية.

منذ إعلان الصين مبادرة الحزام والطريق في 2013، تغيرت الديناميات السياسية والاقتصادية في العالم. الصين أصبحت قوة اقتصادية وسياسية أكبر، والشرق الأوسط أصبحت منطقة مهمة في استراتيجية الصين. في هذا السياق، قامت السعودية بجهود كبيرة لتنويع مصادر دخلها وتوسيع التعاون مع الدول الأخرى، بما في ذلك الصين والهند.

على الرغم من تعاون السعودية مع الصين، إلا أنها لم تلتفت إلى دعوات الابتعاد عن الصين بناءً على الضغوط السياسية العالمية. قمة مجموعة العشرين في الهند تعكس هذا التعاون الوثيق، حيث تم إطلاق ممر اقتصادي جديد يربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، مما يزيد من تأثير الهند على العلاقات الدولية.

مشروع الممر الاقتصادي الجديد من السعودية والإمارات وعمان يهدف إلى تعزيز التجارة العالمية وتوفير ترابط في مجال البيانات والطاقة والمواد الخضراء والسلع المعالجة. يشمل هذا الممر أيضًا "طريق الحرير" و "طريق التوابل"، اللذين كانا جزءًا من التجارة القديمة والذين سيسهمان في إعادة التوازن إلى التجارة العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع أكثر من 50 اتفاقية بين السعودية والهند، تغطي مجموعة متنوعة من القطاعات بما في ذلك الطاقة الخضراء والمتجددة والتقنية والاتصالات والتصنيع والدفاع والأغذية والثقافة والأفلام. تقدر تكلفة هذه المشاريع بحوالي 3 مليارات دولار، وهي بداية سلسلة من التطورات الإيجابية في العلاقات السعودية-الهندية.

مع وجود هذه الفرص والاتفاقيات الجديدة، هناك بعض التحديات التي تواجه العلاقات بين السعودية والهند. واحدة من هذه التحديات هي المشكلة المرتبطة بمشروع "أرامكو السعودية" في مدينة راتناجيري في الهند ومعارضة آلاف المزارعين لتسليم الأراضي. ومع ذلك، تؤكد السعودية استمرارها في الاستثمار في النفط والغاز والبتروكيماويات والقطاعات الأخرى رغم هذه التحديات.


المصدر : مشاة يعبرون "جسر لندن" في المملكة المتحدة - بلومبرغ