أدى الحراك إلى زيادة الوعي بحقوق المرأة بين النساء الإيرانيات، وتراجع النظام الأبوي في الأسر التقليدية، وزيادة مشاركة النساء في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. على الرغم من القمع العنيف من قبل السلطات الإيرانية، إلا أن الحراك الشعبي أظهر أن النساء الإيرانيات مصممات على تحقيق أهدافهن.


 في عام 2022، اندلع حراك شعبي في إيران احتجاجًا على مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق. كان هذا الحراك مخصصًا للنساء وحقوقهن، وركز على إلغاء الحجاب الإلزامي.

على الرغم من القمع العنيف من قبل السلطات الإيرانية، إلا أن الحراك الشعبي نجح في تحقيق تغييرات كبيرة على المستويين الفردي والاجتماعي.

الوعي بحقوق المرأة

على المستوى الفردي، أصبح النساء الإيرانيات أكثر وعيًا بحقوقهن وأكثر استعدادًا للمطالبة بها. في مقابلات مع "اندبندنت فارسية"، قالت العديد من النساء الإيرانيات إن الحراك الشعبي قد ساعدهن على فهم حقوقهن بشكل أفضل وجعلهن أكثر ثقة في أنفسهن.

قالت لادن، طالبة جامعية تبلغ من العمر 39 عامًا، "قبل الحراك الشعبي، كنت أعرف أنني أعاني من بعض أشكال التمييز، لكنني لم أكن أعرف كيف أدافع عن نفسي. لكن الحراك الشعبي ساعدني على فهم حقوقي وجعلني أشعر أنني لست وحدي".

تراجع النظام الأبوي

على المستوى الاجتماعي، تراجع النظام الأبوي في الأسر الإيرانية التقليدية. في الماضي، كانت النساء الإيرانيات يتعرضن للضغط من قبل عائلاتهن ومجتمعهن للالتزام بقواعد صارمة، بما في ذلك الحجاب الإلزامي. لكن الحراك الشعبي ساعد في تغيير هذه العقلية.

قالت زهراء، كاتبة وروائية تبلغ من العمر 35 عامًا، "قبل الحراك الشعبي، لم يكن من الممكن بالنسبة لي أن أفكر في تحدي عائلتي حول الحجاب. لكن الحراك الشعبي أعطاني الشجاعة للقيام بذلك".

زيادة مشاركة النساء

كما شهد الحراك الشعبي زيادة مشاركة النساء في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. على سبيل المثال، ظهرت العديد من النساء الناشطات في مجال حقوق الإنسان، وأصبحن أكثر وضوحًا في الاحتجاجات السياسية.

قالت مريم، ناشطة في مجال حقوق الأطفال، "قبل الحراك الشعبي، كان من الصعب على النساء الإيرانيات أن يتحدثن علنًا عن حقوقهن. لكن الحراك الشعبي ساعد في خلق مساحة آمنة للنساء للتعبير عن أنفسهن".

على الرغم من التغييرات التي أحدثها الحراك الشعبي، إلا أنه لا يزال أمام النساء الإيرانيات طريق طويل للسير فيه لتحقيق المساواة الكاملة. لا يزال النظام الإيراني يمارس القمع ضد النساء، ولا يزال الحجاب الإلزامي ساريًا المفعول.

ومع ذلك، فإن الحراك الشعبي قد أظهر أن النساء الإيرانيات مصممات على تحقيق أهدافهن. ويعتقد النشطاء الإيرانيون أن الحراك الشعبي قد ساهم في تغيير مسار إيران نحو مستقبل أكثر ديمقراطية وتقدمية.

حراك "المرأة، الحياة، الحرية" في إيران كان حركة تاريخية ساهمت في تحقيق تغييرات كبيرة على المستويين الفردي والاجتماعي. لقد ساعد في زيادة الوعي بحقوق المرأة وتراجع النظام الأبوي وزيادة مشاركة النساء في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.


المصدر : اندبندنت عربية