بعد مرور ستة أيام على الإعصار الذي ضرب مدينة درنة في ليبيا، يتضاءل الأمل في العثور على ناجين بسبب الدمار الهائل الذي لحق بالمنطقة. الكارثة بدأت بعاصفة قوية أدت إلى انهيار سدّين وتدفّق مياه الفيضان بشكل هائل، مما أسفر عن دمار شامل وأضرار جسيمة. تصاعدت صعوبات عمليات الإغاثة والتواصل بسبب الوضع السياسي المعقد في البلاد. أعلنت منظمات دولية عن حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية وتحقيق دولي لتحديد مسؤولية الكارثة.


تزداد حالة اليأس في مدينة درنة الليبية بعد مرور ستة أيام من الإعصار الذي ضرب المنطقة، حيث يصعب العثور على ناجين في ظل الدمار الكبير الذي لحق بالمدينة. 

بدأت الكارثة بعاصفة قوية ضربت شرق ليبيا، وتسببت الأمطار الغزيرة في انهيار سدّين في درنة، مما أدى إلى تدفّق المياه بقوة في نهر كان عادةً جافًا. هذا الفيضان جرف معه أجزاءً كبيرةً من المدينة وأسقف المنازل والبنية التحتية، مما أثر بشكل كبير على حياة سكان المدينة.

يصعب تحديد عدد الضحايا بسبب الصعوبات في التواصل والوصول إلى المناطق المتضررة، وقد تتناقض الأرقام التي تم تقديمها من قبل وزراء في حكومة الشرق. ووفقًا لآخر حصيلة، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة الشرق إن أكثر من 3800 شخص لقوا حتفهم في هذه الكارثة، بينما يبقى الآلاف في عداد المفقودين.

منظمة الهجرة الدولية أشارت إلى أن أكثر من 38 ألف شخص نزحوا في الشرق الليبي، بينهم 30 ألفًا من سكان درنة. وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء مصير عشرات الآلاف الذين لا يزالون مفقودين.

الصعوبات المتعددة تشمل أيضًا عمليات الإغاثة والتعرف على هويات الضحايا، بالإضافة إلى الوضع السياسي الصعب في ليبيا، حيث تستمر الصراعات والاضطرابات في البلاد. وتشهد ليبيا تنافسًا على السلطة بين حكومتين متنافستين، مما يجعل من الصعب تنسيق عمليات الإغاثة والمساعدة.

دعت ستيفاني وليامز، ممثلة الأمم المتحدة السابقة في ليبيا، إلى تدخل دولي عاجل لمساعدة المتضررين وتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة. ودعت إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية ومستقلة لتحديد ملابسات الكارثة ومحاسبة المسؤولين عنها.

من جانبها، أكدت السلطات المحلية أن الحاجة إلى الإعمار هائلة في درنة، وأن الكارثة كانت نتيجة تراكم مشاكل وإهمال طال أمده. يعمل الفرق الإغاثية بجدية للتعامل مع الوضع الصعب ومساعدة السكان في هذه اللحظة الحرجة.


المصدر : الشرق الأوسط