واجهت فرنسا صعوبات في معالجة تحديات دولية مثل الوضع في لبنان وسوريا وإيران. في لبنان، تعرقلت جهودها لتحقيق الإصلاحات بسبب المقاومة القوية من الطبقة السياسية. في سوريا، تخبطت في تحديد موقفها من النظام السوري. أما مع إيران، فازداد التوتر مع تصاعد التهديد النووي. هذه التحديات تعكس صعوبة الدور الفرنسي في التأثير على الأحداث الدولية.


في السنوات الأخيرة، شهد العالم العديد من التحديات والأزمات الدولية التي واجهتها دول كبرى مثل فرنسا. يُظهر التحليل أن فرنسا واجهت صعوبات في معالجة مجموعة متنوعة من القضايا الدولية، منها الأزمة في لبنان والتوترات في سوريا والتحديات النووية مع إيران.

بدأت المشكلة في لبنان منذ عقود، ولا يمكن إلقاء اللوم على إيمانويل ماكرون وحده على الوضع الحالي. في حين أنه قام بجهود حثيثة لفرض الإصلاحات ومكافحة الفساد في لبنان، إلا أن العقبات كانت كبيرة. تجسست هذه العقبات في الهيمنة المطلقة للطبقة السياسية التقليدية، والتي رفضت بشدة التنازل عن سلطتها ومصادر الثروة التي استغلتها على مر السنين. يشير هذا إلى أن مشكلة فرنسا في لبنان ليست مجرد مسألة تشخيص واحدة للوضع الراهن، وإنما تعود إلى سياسات فرنسا الفاشلة على مدى عقدين.

من الجدير بالذكر أن جاك شيراك، الرئيس الفرنسي الراحل، زار لبنان في تسعينيات القرن الماضي وأعرب عن دعمه للوجود السوري في لبنان. واعتبر أن الوجود السوري "ضروري". ولكن بعد وفاة رفيق الحريري والمظاهرات الشعبية الضخمة التي طالبت برحيل القوات السورية من لبنان، بدأت فرنسا تغيير موقفها تدريجياً.

فيما بعد، قاد فرانسوا هولاند جهوداً دولية لصياغة القرار 1559، الذي دعا إلى "خروج القوات الأجنبية من لبنان"، وكان يشير بشكل رئيسي إلى الانسحاب السوري. ومع ذلك، بينما كان هذا القرار هامًا من الناحية الدبلوماسية، إلا أنه لم يحدث تغييراً جذرياً على الأرض.

تواجه فرنسا نفس الصعوبات في محاولتها التعامل مع الوضع في سوريا. تخبطت فرنسا في تحديد موقفها من النظام السوري ومعارضيه. ففي البداية، دعمت المعارضة وقادت حملة دولية ضد نظام الأسد. ومع ذلك، لم تكن هذه الجهود كافية لتحقيق التغيير المطلوب، وقوبلت بمعارضة من قبل دول أخرى مثل روسيا وإيران.

إضافة إلى ذلك، كان هناك تحول في الأولويات الفرنسية في المنطقة، حيث أصبحت مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية هي الأولوية الرئيسية. وهذا التحول أدى إلى تقليل التركيز على مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد.


المصدر : الشفافية