شنت إسرائيل هجومًا جديدًا على مناطق في سوريا، في سلسلة من الهجمات التي تستهدف الأراضي السورية خلال عام 2023. تركزت الهجمات على مناطق في حماة وريف طرطوس، مستهدفة قوات النظام السوري وميليشيات إيران و"حزب الله". على الرغم من الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، يبدو أن "حزب الله" لم يتأثر بشكل كبير، وينتظر التطورات في المفاوضات الإقليمية بين الولايات المتحدة وإيران لمعرفة تأثيرها على الوضع في المنطقة.


في غضون أقل من 24 ساعة، قامت إسرائيل بشن هجمات جديدة على مناطق في سوريا، مؤكدة بذلك استمرار سلسلة الهجمات التي تستهدف الأراضي السورية في العام 2023. الهجمات الأخيرة تركزت على مناطق في محافظة حماة وريف طرطوس، وجاءت في سياق تصاعد التوترات بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية والمؤيدين لها في سوريا.

وفي التفاصيل، دوت انفجارات في منطقة جبل قرية تقسيس في ريف حماة نتيجة استهداف مركز البحوث العلمية، وذلك وفقًا لما أعلنته وزارة الدفاع السورية. وقد وصفت إسرائيل هذا الهجوم بأنه ضربة جوية، لكن الوزارة أكدت أن الهجوم لم يسفر عن إصابات بشرية، إذ تسبب فقط في خسائر مادية.

وتزامنًا مع ذلك، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن إسرائيل قامت أيضًا باستهداف مناطق في ريف طرطوس، حيث وصلت شاحنات تابعة لـ "حزب الله" اللبناني إلى سوريا عبر المعابر غير الشرعية مع لبنان. هذه الشاحنات وصلت إلى مستودعات قرب قريتي الجماسة ودير الحجر في ريف طرطوس، وهي مستودعات يستخدمها "حزب الله" لتخزين ونقل الأسلحة. وقد استهدفت إسرائيل هذه المستودعات، مما أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين، اثنين منهم من الجنسية السورية والثالث لا يزال مجهول الهوية. كما أصيب ثمانية آخرون، بينهم خمسة ضباط من الدفاع الجوي، نتيجة لاستهداف قاعدة الدفاع الجوي في قرية كرتو التي تبعد عن موقع الاستهداف الأول مسافة 10 كيلومترات.

هذه الهجمات تأتي كجزء من سلسلة من الهجمات التي نفذتها إسرائيل على الأراضي السورية منذ بداية عام 2023. تركز هذه الهجمات على أهداف تشمل القوات الحكومية السورية والميليشيات الموالية لإيران وحزب الله اللبناني.

من جانب آخر، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن واقعة منفصلة، حيث قتل ثلاثة أعضاء من "حزب الله" في سوريا نتيجة انفجار لغم أرضي في ريف حمص الشرقي، بينهم قيادي بارز في الحزب. وشهدت بلدة جبشت مراسم تشييع القتلى بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية، بما في ذلك رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.

تأتي هذه الهجمات والضغوط الإسرائيلية في وقت تتزايد فيه التوترات في المنطقة، وخاصة بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" وداعميها في سوريا. وتظهر الضغوط الأمريكية أيضًا على الحزب، حيث قامت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على أفراد وكيانات مرتبطة بـ "حزب الله"، مما يعزز الضغوط الاقتصادية على الحزب.

على الرغم من هذه الضغوط، يبدو أن "حزب الله" لم يتأثر بشكل كبير حتى الآن، وما زالت سياسته الكبرى دون تغيير. ومن المهم ملاحظة أن أي تغيير في توجهات الحزب قد يكون مرتبطًا بالتسوية الكبرى في المنطقة، والتي يتوقع أن تشمل مفاوضات بين الولا

يات المتحدة وإيران، والتي ستؤثر بشكل كبير على الوضع في سوريا ولبنان والعراق، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني.


المصدر : المركزية