كتبت بلقيس عبد الرضا في "المدن":


 

تنطلق رحلة التجهيز للمدارس في لبنان هذا العام وسط ارتفاع جنوني في أسعار اللوازم المدرسية، حيث تضاعف سعر الزي المدرسي بأكثر من 5 مرات، كما ارتفعت أسعار القرطاسية بشكل قياسي، وهو ما يضع التعليم أمام تحديات جديدة أمام الأسر اللبنانية.

 

تروي سعاد الزعني، وهي موظفة في إحدى المستشفيات اللبنانية، معاناتها في شراء المستلزمات المدرسية لأبنائها الثلاثة. تقول الزعني إنها اضطرت إلى شراء الأساسيات فقط، والاستعانة بزي العام الماضي، بعد أن تضاعف سعر الزي المدرسي بأكثر من 5 مرات.

وتشير الزعني إلى أن حالها يشبه أحوال آلاف اللبنانيين الذين صدمتهم الأسعار الجديدة للوازم المدرسية. فعلى صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ الكثير من الأهالي بوضع إعلانات عن بيع أو تبادل الثياب المدرسية مع بعضهم البعض، من أجل توفير الأموال.

وبحسب جولة في بعض المدارس في لبنان، والتي تجبر طلابها على ارتداء زي موحد، تبين بأن الأسعار قفزت ما لايقل عن الضعف وبشكل يضاهي راتب موظف. إذ تبدأ الأسعار من 180 دولاراً وتصل إلى نحو 300 دولار، وقد ترتفع أكثر في حال قرر الأهل شراء أكثر من زي.

أما أسعار القرطاسية، فقد باتت مدولرة وخيالية، حيث تتراوح أسعار الشنطة المدرسية بين 55 دولاراً و120 دولاراً، أما سعر أقلام الحبر فتبدأ من 130 ألف ليرة، وترتفع، بحسب النوعية، ليصل السعر إلى أكثر من 500 ألف ليرة.

ويحتاج الأهل بحسب هذه الأسعار، ما لايقل عن 200 دولار لكل طفل لشراء الأساسيات الخاصة بالعام الدراسي، ناهيك عن أسعار الكتب، والتي تتطلب ربما قرضاً من المصرف لتسديدها.

 

يشير منطق الأمور إلى أنه لا يمكن أن يكون حجم الإنفاق أكبر بأضعاف عن حجم المدخول، ولا يمكن لأي عائلة في هذه الظروف الاستثنائية، ولو كانت تتقاضى راتبها بالدولار، أن تتمكن من شراء هذه التجهيزات المدرسية.

والخوف أن يتحوّل التعليم للمقتدرين فقط، في عودة إلى مجاهل الجهل والتمييز.


المصدر : المدن