تصاعد الاهتمام بالتعليم الخاص في لبنان: بيع الأراضي لضمان تعليم الأبناء

عاد ملف العام الدراسي إلى الواجهة مجددًا في لبنان، حيث أعلن وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، قرارًا يقضي ببدء التدريس في المدارس للعام الدراسي 2023/2024 اعتبارًا من 9 أكتوبر 2023. وعلى الرغم من هذا الإعلان، يظل مصير التعليم في المدارس الرسمية مجهولًا نتيجة لرفض بعض المعلمين التدريس في هذه المدارس، مما يثير تساؤلات حول مصير الطلاب وأولياء أمورهم في هذا السياق الغامض.

من المتوقع أن يشهد العام الدراسي القادم زيادة في عدد الطلاب الذين يلتحقون بالمدارس الخاصة بدلاً من المدارس الرسمية. يشير محمد شمس الدين، باحث في الدولية للمعلومات، إلى أن ذلك يعود إلى توقعاته بأن المعلمين في المدارس الرسمية قد يرفضون التدريس إذا لم تتم مراعاة مطالبهم. ومن هنا، يتوقع أن ينتقل العديد من الأهالي إلى المدارس الخاصة لضمان تعليم أبنائهم.

شمس الدين يشير إلى أنه في العادة، يحدث نزوح الطلاب من المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية في فترات الأزمات. ولكن في ظل الأوضاع الراهنة والمشاكل التي تعاني منها المدارس الرسمية، يتوقع أن يكون النزوح هذا العام معكوسًا، حيث يلجأ الأهالي إلى المدارس الخاصة.

على الرغم من ارتفاع تكاليف التعليم في المدارس الخاصة، فإن اللبنانيين ما زالوا ملتزمين بالتعليم ويرونه رأس مالًا ضروريًا. يشير شمس الدين إلى أن العائلات، سواء كانت ميسورة أم فقيرة، لن تنتظر مصير المدارس الرسمية بل ستبيع وتتنازل عن أملاكها العقارية من أجل تأمين تعليم أبنائها في المدارس الخاصة.

بالنظر إلى هذا الوضع، يُلاحظ أن اللبنانيين ما زالوا يثقون في قيمة التعليم ويرونه أمرًا لا غنى عنه، حتى وسط التحديات الاقتصادية والمالية الصعبة التي يواجهونها. وبالتالي، يستعدون لتحمل التكاليف العالية لضمان مستقبل أفضل لأبنائهم.

المصدر : موقع القوات اللبنانية