شهدت درنة في شرق ليبيا احتجاجات غاضبة بعد الفيضانات الكارثية والمفقودين المتزايدون. المحتجون يُطالبون بمحاسبة المسؤولين عن السيول التي أسفرت عن وفاة الآلاف وتدمير المدينة. تمثل هذه الاحتجاجات أول تظاهرة كبيرة منذ الكارثة. يواصل البحث عن ناجين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض والبحر. الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تقدم المساعدات وتوجه المساعدات الطبية والإغاثية إلى المنطقة. تزيد المخاوف من تفشي الأمراض بسبب المياه الملوثة ونقص مستلزمات النظافة.


 


شهدت مدينة درنة في شرق ليبيا، يوم الاثنين، مظاهرات غاضبة حيث احتشد المئات من المواطنين للتعبير عن غضبهم من السلطات المحلية. قام بعض المحتجين بدخول منزل عميد بلدية المدينة السابق، عبد المنعم الغيثي، وأضرموا فيه النيران. تأتي هذه الاحتجاجات بعد أسبوع من وقوع كارثة الفيضانات التي أسفرت عن مقتل الآلاف من سكان المدينة وتسببت في دمار هائل في أحيائها.

المحتجون يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن تلك الكارثة الطبيعية التي تسببت في انهيار سدين خلال عاصفة عاتية، مما أدى إلى فيضان نهر موسمي جاف وجرف معه أجزاء كبيرة من المدينة. وقد تسببت الفيضانات في وفاة آلاف الأشخاص ولا يزال العديد من السكان في عداد المفقودين.

من جهتهم، هتف المحتجون مطالبين برحيل رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، وبضرورة تحقيق الوحدة الوطنية في وجه الفوضى والصراعات التي تعصف بليبيا منذ عقد من الزمان. هذه المظاهرة تعتبر الأكبر من نوعها منذ وقوع الفيضانات المدمرة.

تظل الجهود مستمرة للبحث عن ناجين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض والبحر. حيث يشهد البحر والمدينة عمليات غوص مكثفة من قبل فرق إنقاذ محلية ودولية. تقوم وكالات الأمم المتحدة بتقديم المساعدات والدعم للمتضررين، وتشير التقديرات إلى أن عدد القتلى لم يحدد بعد، حيث يعتبر الآلاف من الأشخاص في عداد المفقودين. تشكل الظروف الصعبة والفوضى العامة في ليبيا تحديات إضافية لعمليات الإنقاذ وإعادة الإعمار.

في هذا السياق، تأتي جهود المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التي تقدم المساعدات والإمدادات الضرورية للمتضررين. تعمل فرق الإنقاذ المحلية والدولية جنبًا إلى جنب للبحث عن ناجين وإجلاء الجثث من المناطق المتضررة. ويعمل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بجد لتقديم الدعم المالي والإنساني لمساعدة ليبيا في هذه الفترة الصعبة.

تتجدد المخاوف من تفشي الأمراض بسبب المياه الملوثة ونقص مستلزمات النظافة الصحية. لذا، يتعين على السلطات والمنظمات الإنسانية العمل بسرعة لتقديم المساعدة والدعم للمتضررين والحد من انتشار الأمراض والتأكد من توفير مياه شرب نظيفة وسليمة للمجتمع المتضرر.


المصدر : الحرة