"رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، يحاول إقناع حزب الله بتراجعه عن دعم مرشحه سليمان فرنجية للرئاسة، لكن حزب الله ليس مقتنعًا ببديل مقنع. الحزب مستمر في دعم فرنجية حتى تحقيق تسوية داخلية وإقليمية. بالرغم من هذا، مرشح فرنجية يظهر عزمًا على البقاء وتأملًا في الفوز بالرئاسة، لكنه قلق من تراجع الدعم الفرنسي. المرحلة القادمة تتضمن مرشحين رئيسيين: فرنجية وجوزف عون. موعد الفرج الرئاسي لا يزال بعيدًا، والحل السعودي - الإيراني المتوازن يبدو وسيلة لإنهاء الأزمة."


رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، يعيش حالة من التوتر والمفاوضات السياسية المكثفة في مسعى لإقناع حليفه حزب الله بالتراجع عن دعم مرشحه السياسي المنافس، سليمان فرنجية، لشغل منصب رئيس الجمهورية اللبنانية. على الرغم من المحاولات الجادة التي يبذلها باسيل لاستبعاد فرنجية من المشهد الرئاسي، إلا أن الوضع يبدو أكثر تعقيدًا مما يظهر.

أولًا وقبل كل شيء، يبدو أن حزب الله غير مقتنع تمامًا بالمرشح البديل الذي يُقدمه التيار الوطني الحر. هذا يعني أنه يحتفظ بدعمه لفرنجية حتى يظهر حلاً أو تسوية أقليمية وداخلية تُخدم مصالحه.

ثانيًا، يتمتع حزب الله بحس الحسابات البعيدة المدى. ليس فقط بالنسبة للقرارات الداخلية ولكن أيضًا فيما يتعلق بالعلاقات الإقليمية والدولية. يُفهم أن الحزب يرى أن تراجع دعمه لفرنجية في هذه المرحلة قد يضر بمصلحته أكثر من أي فائدة قد تجنيها من انتخاب مرشح آخر.

بالنسبة لباسيل، يُشاهد أنه يظهر أكثر عنادًا مما كان عليه في السابق. يبدو أنه ليس لديه نية لوضع خطة للانسحاب في الوقت الحالي وسيتابع الأمور بعناية. يُعتقد أنه لا يزال يأمل في أن يكون له نصيبًا في مركز الرئاسة. يرى باسيل أنه لا يمكن أن يكون هناك رئيس للبنان حتى تنضج التسوية الإقليمية والداخلية وحتى يتحقق توازن في القوى.

من ناحية أخرى، يشعر باسيل بالقلق من تداول تراجع الدعم الفرنسي، الأمر الذي عبّر عنه بوضوح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان. هذا القلق يعزز من التوتر السياسي الذي يعيشه باسيل ويضع ضغوطًا إضافية عليه لضمان دعم حلفائه وتحقيق الانتصار في الانتخابات الرئاسية.

في هذا السياق، أعلن وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري أن المرحلة المقبلة ستشهد تقديم مرشحين رئيسيين هما سليمان فرنجية وجوزف عون. وبالرغم من هذه التصريحات، فإن مصادر سياسية تروج لفكرة أن موعد الفرج الرئاسي لم يقترب بعد، حيث يتطلب الأمر التواصل مع الخارج بشكل أكبر لضمان الدعم والتوافق على مسار الانتخابات الرئاسية.

في النهاية، يتضح أن فرص فرنجية للفوز بالرئاسة ليست بالأمور البسيطة. إنه ملتزم بتحقيق هذا الهدف ويأمل في أن يتمكن من جني ثمار جهوده. ومع ذلك، يعي أنه يحتاج إلى تسوية إقليمية متوازنة برعاية دولية لتحقيق هذا الهدف المهم في السياسة اللبنانية.


المصدر : وكالة أخبار اليوم