كتبت زينب حمود في "الأخبار": الهدوء الذي يُشعر به في مجال التعليم الخاص في لبنان لا يعكس الضغوط والمشكلات الكامنة تحت السطح. يبدأ العام الدراسي بأعداد كبيرة من الطلاب تفوق قدرة المدارس الخاصة على استيعابهم بسبب...


يبدو أن التعليم الخاص في لبنان يسير على ما يرام، حيث بدأت المدارس في استقبال الطلاب للعام الدراسي الجديد. ومع ذلك، فإن الهدوء الذي يُشعر به على السطح يخفي أزمة مزدوجة تتمثل في النقص الحاد في عدد المعلمين والأساتذة، وتزايد أعداد الطلاب النازحين من التعليم الرسمي.

 

يعود نقص عدد المعلمين والأساتذة إلى عدة عوامل، منها:

انخفاض الرواتب: رغم وعود إدارات المدارس بزيادة الأجور بعد زيادة رسوم التعليم، إلا أن هذه الوعود لم تتحقق في الواقع، وتراوحت رواتب المعلمين بين 200 و300 دولار فقط، وهذا بالإضافة إلى بدل النقل.


سوء المعاملة: يعاني المعلمون في بعض المدارس من سوء المعاملة من قبل الإدارات، مما يدفعهم إلى ترك مهنتهم.


الهجرة: هاجر العديد من المعلمين اللبنانيين إلى الخارج بحثًا عن فرص عمل أفضل.


نتيجة لهذا النقص، تضطر بعض المدارس إلى اللجوء إلى حلول مؤقتة مثل زيادة أعباء المعلمين الحاليين وزيادة عدد ساعات تدريسهم. هذه الحلول المؤقتة تزيد من الضغط على المعلمين وتسبب توترًا إضافيًا في العلاقة مع إدارات المدارس.

من ناحية أخرى، تزايد أعداد الطلاب النازحين من التعليم الرسمي بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان. ويقدر عدد الطلاب الذين تركوا التعليم الرسمي بنحو 100 ألف طالب، مما يشكل عبئًا إضافيًا على المدارس الخاصة.

 

يؤدي النقص الحاد في عدد المعلمين والأساتذة إلى تعطيل عملية التعليم في بعض المدارس، ويجعل التعليم في المدارس الحكومية والخاصة متساويًا في معاناة التعليم.

 

من أجل حل هذه الأزمة، يجب على الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات التالية:

زيادة رواتب المعلمين والأساتذة: يجب أن تكون رواتب المعلمين والأساتذة كافية لضمان عيشهم الكريم.


تحسين ظروف العمل للمعلمين والأساتذة: يجب وضع حد لسوء المعاملة التي يعاني منها المعلمون في بعض المدارس.


دعم المعلمين والأساتذة في سعيهم للحصول على حقوقهم في العمل: يجب دعم المعلمين والأساتذة في سعيهم للحصول على حقوقهم في العمل، بما في ذلك حقهم في الإضراب.

أزمة التعليم الخاص في لبنان هي أزمة مزدوجة تؤثر على مستقبل التعليم في البلاد. ومن أجل حل هذه الأزمة، يجب على الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين ظروف المعلمين والأساتذة، وضمان استمرارية التعليم في المدارس الخاصة.

 

تأثير الأزمة على جودة التعليم

يؤدي النقص الحاد في عدد المعلمين والأساتذة إلى انخفاض جودة التعليم في المدارس الخاصة. حيث يضطر المعلمون إلى تدريس عدد أكبر من الطلاب، مما يقلل من الوقت المتاح لهم لكل طالب.


تأثير الأزمة على الطلاب

يعاني الطلاب من تداعيات الأزمة، حيث يضطرون إلى الدراسة في مدارس مكتظة وتحت إشراف معلمين منهكين.


حلول مقترحة 


تشجيع المعلمين المتقاعدين على العودة للعمل: يمكن للحكومة أن تقدم حوافز للمعلمين المتقاعدين للعودة للعمل، مثل زيادة المعاشات التقاعدية.
توفير فرص تدريب وتأهيل للمعلمين: يمكن للحكومة أن توفر فرص تدريب وتأهيل للمعلمين الجدد، مما يساعدهم على اكتساب المهارات اللازمة لممارسة مهنة التدريس.

أزمة التعليم الخاص في لبنان هي أزمة خطيرة تتطلب حلولًا عاجلة. ومن خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة، يمكن للجهات المعنية تخفيف آثار هذه الأزمة على الطلاب والمعلمين.


المصدر : الاخبار