اعتقد العلماء منذ فترة طويلة أن القمر يحتوي على كميات صغيرة من المياه، ولكن لم يتم تحديد مصدرها بشكل قاطع. في دراسة حديثة، اكتشف علماء الفلك أن موجات الإلكترونات التي تصل إلى القمر بشكل غير مباشر من الأرض والشمس، تساهم في تكوين مياه متجمدة على سطحه.


توصل الباحثون إلى هذا الاكتشاف من خلال دراسة حديثة نشرت في مجلة "نيتشر"، حيث قاموا باستخدام نماذج حاسوبية لتحليل تأثير موجات الإلكترونات على سطح القمر.

وبحسب نتائج الدراسة، تصل هذه الإلكترونات إلى القمر خلال انتقاله بين داخل وخارج الذيل المغناطيسي الذي يحدثه اندفاع كوكب الأرض عبر الفضاء.

ويضم الذيل المغناطيسي طبقة بلازما مكونة من إلكترونات وأيونات عالية الشحنة، يتم سحبها من الغلاف الجوي للأرض ومن الرياح الشمسية.

 

أظهرت الدراسة أن موجات الإلكترونات يمكن أن تتفاعل مع التربة القمرية، مما يؤدي إلى إطلاق الهيدروجين المحبوس الذي يمكن أن يتحد مع الأكسجين مشكلا جزيئات الماء.

ووجد الباحثون أن هذه العملية يمكن أن تحدث حتى عندما يكون سطح القمر محميًا من رياح الشمس داخل الذيل المغناطيسي.

 

يعتقد العلماء أن هذا الاكتشاف يشير إلى أن الأرض مرتبطة بقوة بقمرها في العديد من الجوانب التي لم تُعرف بعد.

وبحسب عالم الكواكب، شواي لي، معد الدراسة، فإن "المجال المغناطيسي للأرض يوفر مختبرا طبيعيا لدراسة عمليات تكوين المياه السطحية للقمر".

 

يتطلب هذا الاكتشاف إجراء مزيد من الأبحاث لتأكيد نتائجه، ولكن يمكن أن يكون له آثار مهمة على فهمنا لتطور القمر.

تاريخ البحث عن المياه على سطح القمر

اكتشف العلماء كميات صغيرة من المياه في الغلاف الجوي للقمر في عام 1998، وأنهم اكتشفوا وجود جليد مائي في المناطق القطبية للقمر في عام 2008. يمكن أيضًا ذكر أن العلماء لا يزالون غير متأكدين من مصدر المياه على سطح القمر، وأن هناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير ذلك.

كما يمكن لموجات الإلكترونات أن تتسبب في إطلاق الهيدروجين من التربة القمرية عن طريق كسر الروابط الكيميائية التي تربطها بالأكسجين. يمكن أيضًا ذكر أن الإلكترونات عالية الطاقة يمكن أن تتسبب في تفاعل الهيدروجين والأكسجين بشكل مباشر لتكوين جزيئات الماء.

وهذا الاكتشاف قد يشير إلى أن هناك كميات أكبر من المياه على سطح القمر مما كان يعتقد سابقًا. يمكن أيضًا ذكر أن هذا الاكتشاف قد يفتح آفاقًا جديدة لاستخراج المياه من سطح القمر، والتي يمكن أن تكون موردًا مهمًا للبعثات الفضائية المستقبلية. كما يوفر نظرة جديدة على تكوين المياه في النظام الشمسي. يمكن أيضًا ذكر أن هذا الاكتشاف قد يشير إلى أن الأرض والقمر قد لعبا دورًا مهمًا في تطور بعضهما البعض.

ومن المؤكد أن العلماء سيحتاجون إلى إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد كمية المياه التي تتشكل من خلال عملية تفاعل موجات الإلكترونات مع التربة القمرية. يمكن أيضًا ذكر أن العلماء سيحتاجون إلى تطوير طرق لقياس تكوين المياه على سطح القمر بدقة أكبر.

 


المصدر : الشفافية نيوز