أفادت صحيفة الوطن السورية الثلاثاء بأن الرئيس بشار الأسد سيسافر إلى الصين في زيارة رسمية، ستكون الأولى له منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011. وتأتي الزيارة في ظل سلسلة من الأزمات الاقتصادية والأمنية التي تعيشها سوريا، وفي وقت يسعى فيه النظام السوري إلى تعزيز علاقاته مع الصين.


تعيش سوريا منذ أكثر من عقد من الزمن صراعًا مسلحًا دمر البلاد ودمر اقتصادها. وقد أدت الحرب إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص ونزوح ملايين آخرين. كما أدت إلى تدمير البنية التحتية والاقتصاد السوريين.

في هذا السياق، تسعى الصين إلى تعزيز علاقاتها مع سوريا، باعتبارها دولة مهمة في الشرق الأوسط. وقد زار الرئيس الصيني شي جين بينغ سوريا في عام 2018، وهي أول زيارة لرئيس صيني لسوريا منذ خمسة عقود.

تأتي زيارة الأسد إلى الصين في وقت يسعى فيه النظام السوري إلى تغيير نظام الحكم في البلاد. فقد أفادت مصادر مطلعة لصحيفة "إيلاف" أن الأسد يسعى لتغيير نظام الحكم في سوريا إلى نظام ملكي جمهوري.

وقال المسؤول السوري رفيع المستوى الذي تحدث لـ"إيلاف"، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن الأسد رأى أن الانظمة الملكية في المنطقة هي الوحيدة التي صمدت في وجه ما سمي بالربيع العربي، وهو يرى أن هذا الحل سيقدم له ولعائلته حصانة من أي تطورات مستقبلية.

 

تشير زيارة الأسد إلى الصين إلى أن النظام السوري يسعى إلى تعزيز علاقاته مع الصين، باعتبارها قوة عالمية صاعدة. كما تشير الزيارة إلى أن النظام السوري يسعى إلى تغيير نظام الحكم في البلاد، من أجل تعزيز سيطرته على السلطة.

كما يسعى النظام السوري إلى تغيير نظام الحكم في البلاد من نظام جمهوري إلى نظام ملكي جمهوري. ويستند هذا السعي إلى عدة عوامل، منها:

  • رغبة النظام السوري في تعزيز سيطرته على السلطة. يعتقد النظام السوري أن النظام الملكي سيمنحه مزيدًا من الاستقرار والشرعية، ويجعل من الصعب على المعارضة إسقاطه.
  • رغبة النظام السوري في تحصين نفسه من أي تغييرات سياسية مستقبلية. يعتقد النظام السوري أن النظام الملكي سيجعله أقل عرضة للاضطرابات السياسية، مثل الربيع العربي.
  • رغبة النظام السوري في الحصول على دعم من الدول الملكية في المنطقة. يعتقد النظام السوري أن الدول الملكية في المنطقة، مثل السعودية والأردن، ستكون أكثر دعمًا له إذا تحول إلى نظام ملكي.

العواقب المحتملة

قد يكون لزيارة الأسد إلى الصين وسعي النظام السوري لتغيير نظام الحكم عواقب محتملة على سوريا والمنطقة منها:

  • زيادة التوتر في المنطقة. يعارض العديد من الدول العربية والإقليمية تحول سوريا إلى نظام ملكي، وقد يؤدي هذا التحول إلى زيادة التوتر في المنطقة.
  • تقويض الاستقرار في سوريا. قد يؤدي سعي النظام السوري لتغيير نظام الحكم إلى تقويض الاستقرار في سوريا، حيث قد يؤدي إلى احتجاجات واضطرابات من قبل المعارضة.
  • تعزيز نفوذ الدول الملكية في المنطقة. قد يؤدي سعي النظام السوري لتغيير نظام الحكم إلى تعزيز نفوذ الدول الملكية في المنطقة، حيث قد تدعم هذه الدول النظام السوري في تحوله إلى نظام ملكي.

ومن ناحية أخرى، قد تؤدي الزيارة إلى تعزيز علاقات سوريا مع الصين، مما قد يساعد النظام السوري على التغلب على الأزمات الاقتصادية والأمنية التي يواجهها.

 

تعد زيارة الأسد إلى الصين وسعي النظام السوري لتغيير نظام الحكم تطورات مهمة في سوريا والمنطقة. من المرجح أن تستمر هذه التطورات في التأثير على سوريا والمنطقة في السنوات القادمة.

ويعتقد بعض المراقبين أن سعي النظام السوري لتغيير نظام الحكم هو مجرد خطوة تكتيكية لتعزيز سيطرته على السلطة. ويعتقدون أن النظام السوري لن يتخلى عن النظام الجمهوري بشكل كامل، وسيستمر في الحفاظ على بعض العناصر من النظام الجمهوري في النظام الملكي الجمهوري الجديد.

كما يعتقد مراقبون آخرون أن سعي النظام السوري لتغيير نظام الحكم هو خطوة جادة، وأن النظام السوري يسعى بالفعل إلى إنشاء نظام ملكي في سوريا. ويعتقدون أن النظام السوري قد يسعى إلى تقليد أنظمة الحكم الملكية في المنطقة، مثل السعودية والأردن.

ومن المرجح أن يستمر سعي النظام السوري لتغيير نظام الحكم في التأثير على سوريا والمنطقة في السنوات القادمة. ومن المرجح أن يكون لهذا السعي عواقب محتملة على الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة.

 


المصدر : الشفافية نيوز