يتجه العالم الآن أنظاره نحو نيويورك حيث تجري الجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت أمس. ومن بين القضايا التي تأخذ مكانتها في هذا الحدث هي الحرب الروسية في أوكرانيا. على الرغم من أن الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يعتبر داعمًا رئيسيًا لأوكرانيا على الساحة الدولية، لم يمنح هذه القضية الأولوية في كلمته، حيث ركز بدلاً من ذلك على ضرورة البحث عن حلول دبلوماسية بدلاً من دعم كييف.


جاء في "الأنباء": يتجه العالم الآن أنظاره نحو نيويورك...

 

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي دخلت عامها الثالث. وقد أدت الحرب إلى أزمة إنسانية حادة في أوكرانيا، حيث قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزح ملايين آخرون من منازلهم. كما أدت الحرب إلى أزمة اقتصادية عالمية، حيث تسببت في ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.

الوضع السياسي اللبناني والمرشح الرئاسي المحتمل

وفي لبنان، ستتجه الأنظار أيضًا نحو اللقاءات الجانبية التي ستعقد بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي والمجتمع الدولي من جهة، وبين دول اللقاء الخُماسي من جهة أخرى. وعلى الرغم من عدم وجود مؤشرات واضحة حتى الآن، فإن البحث عن نقاط إيجابية في هذا السياق ضروري، حيث يتوجب البحث عن حلاً للأزمة المتعقدة التي يشهدها لبنان.

وتتمثل أبرز التحديات التي تواجه لبنان في الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بالبلاد، والتي أدت إلى انهيار العملة الوطنية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. كما يعاني لبنان من أزمة سياسية، حيث لم يتمكن البرلمان من انتخاب رئيس جديد منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في أكتوبر 2022.

وفي هذا السياق، ظل اسم قائد الجيش اللبناني جوزاف عون محل تداول واسع. وعلى الرغم من تصريحاته الأخيرة التي أشار فيها إلى عدم اهتمامه بالملف الرئاسي وعدم مُفاضلته لأحد، إلا أن المعلومات الحالية تشير إلى أنه يعد من المرشحين الممكنين للرئاسة نظرًا للدعم الدولي الواضح الذي يحظى به وعدم المعارضة القوية على الصعيدين الدولي والمحلي.

ويحظى عون بدعم الولايات المتحدة وقطر، اللتين تريان فيه شخصاً قادراً على تحقيق الاستقرار في لبنان. كما يحظى عون بدعم بعض القوى السياسية اللبنانية، مثل حزب القوات اللبنانية وحركة أمل.

الحاجة إلى التوصل إلى حل

على ضوء التحركات الدولية المتزايدة، يجب على الأطراف اللبنانية التي تتشبث بالتعثر والتأخير أن تستغل هذه الفرصة قبل زيارة الموفد القطري المقبلة، حيث من الممكن أن يلعب دورًا مهمًا في تقديم دعم دولي لاستكمال العملية الرئاسية والتعاون المحلي.

ويتمثل الحل الأمثل لأزمة لبنان في تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية ضرورية لإخراج البلاد من أزمتها. ويعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث سيمنح البلاد قيادة قوية قادرة على تحقيق الاستقرار والتقدم.

السيناريوهات المحتملة

يمكن تصور ثلاثة سيناريوهات محتملة لتطور الوضع السياسي في لبنان في الفترة المقبلة:

السيناريو الأول:

يتمكن الأطراف اللبنانيون من التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة جديدة واختيار رئيس للجمهورية. وفي هذه الحالة، سيتمكن لبنان من البدء في تنفيذ الإصلاحات اللازمة لمعالجة الأزمة.

السيناريو الثاني:

تستمر الأطراف اللبنانية في التمسك بالتعثر والتأخير، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة. وفي هذه الحالة، قد يضطر المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات قسرية، مثل فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين.

السيناريو الثالث:

يحدث تغير جذري في المشهد السياسي اللبناني، مما يؤدي إلى وصول قوى جديدة إلى السلطة. وفي هذه الحالة، قد يكون لدى هذه القوى رؤية جديدة لمستقبل لبنان، مما قد يفتح الباب أمام حل للأزمة.

 

يواجه لبنان تحديات سياسية واقتصادية ومالية صعبة. وعلى الرغم من التحركات الدولية المتزايدة، إلا أن الحل الأمثل للأزمة يعتمد على إرادة الأطراف اللبنانية للتوصل إلى اتفاق والتعاون من أجل مصلحة البلاد.


المصدر : الانباء الالكترونية