حرب من نوع آخر... موظفو السودان بلا رواتب منذ 5 أشهر
20-09-2023 02:25 PM GMT+03:00
من بين القصص المؤلمة، يأتي شكوى ناجي بابكر، موظف في إحدى الجامعات الحكومية السودانية. حيث أوضح أنه لم يتلق راتبه منذ خمسة أشهر على الرغم من وعود وزارة المالية بصرف رواتب شهري أبريل ومايو. وعندما استفسر من إدارة الجامعة، أخبروه أن وزارة المالية غير قادرة على توفير المبالغ الكبيرة اللازمة في الوقت الحالي.
بابكر أشار إلى أن أجور الأساتذة والأطباء في الحكومة تعتبر الأعلى، حيث تصل إلى الحد الأدنى 350 ألف جنيه سوداني (525 دولارًا بالسعر الرسمي / 507 دولارًا في السوق السوداء)، وهذا مبلغ ضخم يصعب على وزارة المالية توفيره.
وبالرغم من التعهدات المتكررة، يجد الموظفون أنفسهم يعيشون الآن في حالة يأس، حيث يصعب عليهم تلبية احتياجاتهم الأساسية.
بابكر يعاني أيضًا من مرض السكري، وهو بحاجة إلى شراء أدويته شهريًا. يقول إنه عندما يحصل على مبلغ من المال، يضطر إلى شراء الأدوية بكميات كافية لثلاثة أشهر مقدمًا خوفًا من زيادة الأسعار أو ندرة الأدوية.
بابكر أيضًا يشتكي من غياب المنظمات الإنسانية في تقديم المساعدة لهم، ويرى أن الأطراف الصراعية لم تقدم لهم أي دعم. وهو يشير إلى أنهم يعيشون في حالة من الضياع وعدم اليقين ولا يعرفون متى ستنتهي الحرب.
من ناحية أخرى، تحكي صالحة سعيد، موظفة متقاعدة، عن تلقيها إشعارًا بوصول معاشها لشهر أبريل/نيسان قبل اندلاع الصراع المسلح بأيام، ولكن بسبب تصاعد الأحداث لم تتمكن من صرف المبلغ. تواجه صالحة صعوبات كبيرة خلال الشهور الخمسة الماضية، حيث اضطرت لاستخدام مبلغ نهاية الخدمة الذي حصلت عليه في العام الماضي لسد احتياجاتها. وهي الآن تعتمد على دعم أفراد من عائلتها للمساعدة في سد احتياجاتها الأساسية.
تظل الأزمة المالية هذه صعبة للغاية، وتعكس الأوضاع الصعبة التي يعيشها الموظفون في السودان جراء استمرار الصراع وتداعياته. وتجد الحكومة نفسها أمام تحديات ضخمة لضمان صرف الرواتب وتوفير الخدمات الأساسية في ظل هذه الأوضاع الصعبة.
المصدر : الشفافية