طالب الرئيس الأوكراني زيلينسكي بمزيد من التضامن من قبل بولندا وانتقد سياستها بشدة خلال خطاب للأمم المتحدة. هذا أثار حفيظة بولندا وأدى إلى تعليق اجتماع بين الزعيمين. النزاع يتسع ويتضمن تداعيات سياسية واقتصادية محتملة بين البلدين.


شهدت العلاقات بين أوكرانيا وبولندا تصاعد التوتر في الآونة الأخيرة بسبب القيود التي فرضتها بولندا على استيراد المنتجات الزراعية الأوكرانية. وتعد هذه الأزمة قضية مثيرة للجدل بين البلدين، حيث يبدو أنها لم تقتصر فقط على القضايا الاقتصادية بل تمتد إلى المجال السياسي والدبلوماسي.

في هذا السياق، ردت أوكرانيا على قيود بولندا على منتجاتها الزراعية باللجوء إلى رفع دعاوى أمام منظمة التجارة العالمية، ولكن لم تتوقف عند هذا الحد. فقد انتقل النزاع إلى المستوى السياسي، حيث ألقى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة انتقد فيها سلوك بولندا وموقفها من أوكرانيا.

زيلينسكي وصف بولندا بأنها تلعب دور التضامن على الساحة الدولية وفي الوقت نفسه تقوم بفرض قيود على الحبوب الأوكرانية، واستخدم مقارنة غير تقليدية بين الوضع وقال إن بولندا تشبه الشخص الغارق الذي يمكنه ببساطة أن يغرق من يحاول مساعدته.

هذه الكلمات أثارت حفيظة الجانب البولندي، حيث اعتبر الرئيس البولندي أندريه دودا هذا التصرف غير مقبول وقرر عدم عقد اجتماع مع زيلينسكي، رغم وجود خطط للقاء بينهما.

من ناحية أخرى، ردًا على تصريحات زيلينسكي، وصف متحدث باسم مجلس الوزراء البولندي هذه الكلمات بأنها "مدهشة وغير عادلة في الوقت نفسه"، وأضاف أنه لا يتوجب على بولندا أن تساعد أوكرانيا إذا لم تحظ بدعم الشعب البولندي.

الوزير البولندي المكلف بشؤون الاتحاد الأوروبي أشار إلى أن حكومته ما زالت ثابتة في موقفها بشأن حظر الاستيراد، مع مراعاة مصالح المزارعين البولنديين. وأوضح أن تصرفات أوكرانيا لا تحظى بدعم الشعب البولندي كما كان سابقًا، وهو ما يجبر بولندا على إعادة النظر في مساعداتها لأوكرانيا.

تلك الأحداث تجعل العلاقات بين أوكرانيا وبولندا تواجه تحديات كبيرة، وقد يؤدي التصاعد في التوتر بينهما إلى تداعيات أوسع تشمل العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين.


المصدر : الشفافية نيوز