ارتفعت أسعار النفط عالميًا بسبب تخفيض إنتاج روسيا والسعودية للنفط. لكن في لبنان، زادت أسعار المشتقات النفطية، مما زاد من صعوبات المواطنين. الدولة لم تتخذ إجراءات فعّالة للتخفيف من هذا العبء. الخبير عبود زهر يشير إلى أن ارتفاع الأسعار يعود أساسًا إلى موسم الشتاء وزيادة الطلب. يشير أيضًا إلى أهمية الانتقال إلى الطاقة المتجددة والاستفادة من الغاز كبديل صديق للبيئة. تتجه أوروبا نحو توفير مخزون استراتيجي للوقود بسبب التوترات مع روسيا والبحث عن مصادر طاقة بديلة.


هذا الارتفاع جاء بعد إعلان روسيا قبل نحو أسبوعين عن نيتها تخفيض صادرات النفط بمقدار 300 ألف برميل يوميًا. بالإضافة إلى ذلك، أكدت المملكة العربية السعودية على نيتها خفض إنتاجها النفطي بمقدار مليون برميل يوميًا حتى نهاية الربع الأخير من العام 2023. وتمثل هذه القرارات تحولًا هامًا في السياسة النفطية العالمية.

سيكون للمملكة العربية السعودية تأثير كبير في هذا الخفض الطوعي لإنتاجها من النفط، حيث ستصل إنتاجيتها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام إلى حوالي 9 ملايين برميل يوميًا. وسيتم مراجعة هذا الخفض شهريًا لضمان تنفيذه بشكل فعال.

أما في لبنان، فقد انعكس هذا الارتفاع العالمي في أسعار المشتقات النفطية بشكل سلبي على المواطنين. تزايدت أسعار البنزين والمازوت والغاز، مما زاد من تكلفة التدفئة والاحتياجات اليومية. وهذا يشكل عبئًا إضافيًا على مواطني لبنان الذين يعانون بالفعل من تداعيات الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والمالية.

وعلى الرغم من هذا الوضع الصعب، إلا أن الدولة اللبنانية بدت عاجزة عن اتخاذ إجراءات فعالة لمساعدة المواطنين في هذا السياق. بدلاً من ذلك، يبدو أن الدولة تترك المواطنين يواجهون هذه الزيادات دون أي دعم ملموس.

من جهة أخرى، تقوم الدول الأوروبية بتأمين مخزونها الاستراتيجي من الوقود تحسبًا لموسم الشتاء. ويأتي ذلك في سياق التصاعد في التوترات بين روسيا وأوكرانيا والجهود الحثيثة للبحث عن مصادر طاقة بديلة عن الغاز الروسي.

الخبير الدولي في شؤون الطاقة، عبود زهر، يشير إلى أن ارتفاع سعر النفط العالمي جاء نتيجة اقتراب موسم الشتاء، حيث تزيد الدول من مخزوناتها من المواد النفطية لضمان توفير وسائل التدفئة. ويتوقع أن يكون هذا الارتفاع مؤقتًا ولن يصل إلى مستويات كبيرة كما كان في السنوات السابقة.

ومن المهم أيضًا أن نلاحظ أن استخدام الطاقة المتجددة أصبح يلعب دورًا مهمًا في توفير الطاقة وتقليل الاعتماد على النفط. وبفضل التطور التكنولوجي، يمكن للعديد من الدول توليد الكهرباء من مصادر متجددة مثل الشمس والرياح. وهذا يساعد في تقليل الضغط على سوق النفط ويحد من تأثيرات ارتفاع أسعاره.

إذاً، يمكن القول إن ارتفاع أسعار النفط العالمية له تأثير ملموس على الاقتصادات العالمية وعلى مستوى الأسعار في لبنان. وعلى الرغم من القلق الذي يثيره هذا الارتفاع، إلا أن هناك توقعات بأنه سيكون مؤقتًا ولن يصل إلى مستويات مرتفعة جدًا. ومن المهم أن تستمر الدول في الاستثمار في مصادر


المصدر : الشفافية نيوز