اندلعت الاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان بين حركة فتح وتجمع الشباب المسلم في 30 تموز/يوليو 2023، وأدت إلى مقتل العشرات وإصابة المئات ونزوح عشرات الآلاف من سكان المخيم.


كتب محمد دهشة في "نداء الوطن": "تفاعل الاشتباكات العنيفة في مخيم عين الحلوة...

 

تفاعلت الاشتباكات العنيفة مع تصاعد الآثار السلبية على سكان المخيم، مما أدى إلى ظهور أزمات إنسانية وتعليمية وصحية وحياتية. كل يوم يكشف عن جانب جديد من معاناة أبناء المخيم.

تحديات السكن

أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها سكان مخيم عين الحلوة هو ارتفاع أسعار الإيجار للشقق السكنية في مدينة صيدا المجاورة. لقد تحوّلت هذه المعاناة إلى مسألة تجارية بلا رحمة، حيث أدت موجات النزوح الغير مسبوقة من المخيم إلى اضطرار المئات من الأسر للبحث عن حلاً من بين أربعة خيارات:

  • البقاء في المخيم على الرغم من التحديات والمخاطر.
  • اللجوء إلى أقاربهم وأصدقائهم.
  • اللجوء إلى مراكز الإيواء التي تديرها وكالة "الأونروا" في صيدا أو سبلين.
  • البحث عن شقق للإيجار.

ولكن المفاجأة كانت في ارتفاع أسعار الإيجار إلى ثلاثة أضعاف.

يقول المواطن محمد الخطيب، لاجئ فلسطيني، اضطر للنزوح من المخيم إلى صيدا بعد تضرر منزله في حي الرأس الأحمر: "فجأة بعد بداية الاشتباكات في عين الحلوة، ارتفعت أسعار الإيجار للشقق السكنية بشكل غير مسبوق، حيث كانت تتراوح بين 200 و 250 دولارًا، واليوم وصلت إلى ما يقارب 400 دولار. يوجد عدد قليل من الشقق المتاحة للإيجار في المدينة، والأمور معقدة في المناطق المحيطة أيضًا".

وفيما يتعلق بالإيجار، يلاحظ أن الشقق المفروشة، التي كانت تؤجر شهرياً، بدأت اليوم تؤجر أسبوعياً وتجدد بأسعار تتغير وفقًا للسوق، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادات إضافية أسبوعياً.

تقول إحدى السكان: "لجأت على الفور إلى مدرسة نابلس التابعة للأونروا على أمل العودة إلى منزلي في منطقة الطوارئ قريبًا، لكن العيش في المدينة يكلفنا كثيرًا، ونحن نكافح لسداد تكاليف حياتنا اليومية".

تحديات التعليم

تواجه المدارس في مخيم عين الحلوة صعوبات كبيرة في توفير التعليم لأطفالها. فقد تم إغلاق العديد من المدارس بسبب الاشتباكات، مما أدى إلى حرمان آلاف الطلاب من التعليم.

يقول مدير مدرسة تابعة للأونروا: "لدينا 12 ألف طالب مسجل في مدرستنا، لكننا اضطررنا لإغلاق المدرسة بسبب الاشتباكات. نحن نكافح الآن لتوفير التعليم لأطفالنا في أماكن أخرى، لكن هذا أمر صعب للغاية".

تحديات الصحة

أدت الاشتباكات إلى إغلاق مؤسسات الأونروا بما في ذلك العيادات، مما أدى إلى حرمان سكان المخيم من الرعاية الصحية.

يقول أحد السكان: "أصيبت ابنتي بفيروس كورونا، لكننا لا نستطيع الذهاب إلى عيادة الأونروا لأنها مغلقة. نحن الآن نكافح لتوفير الرعاية الصحية لها".


المصدر : نداء الوطن