في حادثة أمنية خطيرة، تعرض مدخل السفارة الأميركية في لبنان لإطلاق نار ليل أول من أمس، ما أثار مخاوف من عودة التوتر إلى لبنان، الذي شهد عقوداً من العنف السياسي.


جاء في “نداء الوطن”: لم يسبق للسفارة الأميركية في لبنان...

 

وقال مصدر أمني لـ"وكالة فرانس برس" إن "التحقيقات الأولية تفيد بأن الجاني راقب المكان مسبقاً واختار التوقيت المناسب لإطلاق 15 رصاصة في اتجاه السفارة، طال عدد منها بوابتها الحديد واستقر بعضها في الجدران الخرسانية المحيطة بها". وأضاف أن "الجاني ترك خلفه حقيبة فيها خزانا رصاص لبندقية كلاشنيكوف".

وفي معلومات "نداء الوطن"، أن الأجهزة الأمنية اللبنانية أوقفت عدداً من الأشخاص. أما مطلق النار فاستطاع التخفي عن كاميرات المراقبة التي لم تلتقط وجهه رغم أنه سار على قدميه كي ينفذ الهجوم. ومن بين الموقوفين سوريون مشتبه فيهم، وكذلك لبنانيون على أساس أنهم شهود.

وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية، جايك نلسون إن "إطلاق النار لم يؤدِ الى سقوط جرحى"، وإن السفارة على "تواصل وثيق" مع الأجهزة الأمنية اللبنانية.

وبدأ القضاء العسكري اللبناني تحقيقاً في الحادثة. وقال مسؤول قضائي إنه يتم التعامل مع الحادثة "على أساس أنها جريمة خطيرة طالت سفارة دولة كبرى على الأراضي اللبنانية، وعرّضت أمن موظفيها للخطر".

 

يثير إطلاق النار على السفارة الأميركية في لبنان أسئلة عدة حول دوافعه وأهدافه. فهل هو حادث إرهابي يستهدف الولايات المتحدة، أم رسالة سياسية موجهة إلى الحكومة اللبنانية؟

من المرجح أن يكون الحادث إرهابياً، نظراً إلى الطريقة التي نفذ بها، حيث قام الجاني بإطلاق النار من مسافة قريبة على مدخل السفارة، ما يدل على أنه كان يهدف إلى إلحاق الضرر بها. كما أن اختيار التوقيت المناسب للهجوم، وهو ليل أول من أمس، يشير إلى أن الجاني كان يسعى إلى تحقيق أكبر قدر من التأثير.

ولكن من الممكن أيضاً أن يكون الحادث رسالة سياسية موجهة إلى الحكومة اللبنانية، خاصة وأن إطلاق النار جاء تزامناً مع الذكرى التاسعة والثلاثين لتفجير بسيارة مفخخة استهدف مبنى تابعاً للسفارة في عوكر عام 1984، والذي اتهمت واشنطن "حزب الله" بالمسؤولية عنه.

 

من المهم أن تبذل الحكومة اللبنانية جهوداً مكثفة لمعرفة ملابسات إطلاق النار وتحديد المسؤول عنه. كما يجب عليها اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لتعزيز حماية السفارة الأميركية والبعثات الدبلوماسية الأجنبية الأخرى في لبنان.

 

يشكل إطلاق النار على السفارة الأميركية في لبنان تهديداً خطيراً للاستقرار في لبنان. ومن المهم أن تتحرك الحكومة اللبنانية بسرعة وحزم لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.


المصدر : نداء الوطن