حذّر رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان من أن الحرب التي تشنها قوات الدعم السريع، وهي مليشيا شبه عسكرية يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، تشكل تهديدًا للسلم والأمن الإقليمي والدولي.


وصف البرهان الحرب بأنها "حرب داخلية"، لكنه أوضح أن قوات الدعم السريع استعانت بمجموعات خارجة عن القانون وأخرى إرهابية من عدة دول في الإقليم والعالم، مما يعتبر شرارة لانتقال الحرب إلى دول أخرى في المنطقة حول السودان.

وأشار البرهان إلى التدخلات الإقليمية والدولية المساندة لهذه المجموعات، والتي أصبحت ظاهرة وواضحة، مما يعني أن هذه الحرب "أول الشرارة التي ستحرق الإقليم والمنطقة وتؤثر مباشرةً على الأمن الإقليمي والدولي".

الجهود الإنسانية

أعرب البرهان عن شكره وتقديره للجهود المقدرة التي بذلتها الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية في دعم الوضع الإنساني في السودان، والذي تضرر بشكل كبير من الحرب.

وقال البرهان إن حكومة السودان فتحت المطارات والموانئ لتسهيل حركة وعبور وتقديم المساعدات للقوافل وتذليل الصعاب التي تواجه العمل الإنساني.

وناشد البرهان الوكالات الإقليمية والدولية، والدول للإيفاء بتعهداتها لسد الفجوة الكبيرة في الغذاء والدواء والإيواء لقطاعات واسعة من الشعب السوداني تضررت جراء الحرب.

التزام السودان بحقوق الإنسان

جدد البرهان التزام السودان بدعم المرأة والطفل والقطاعات الهشة لضمان تمتعهم بكافة حقوقهم وحمايتهم في ظل النزاعات القائمة حاليا.

وأكد البرهان الالتزام التام بالعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، موضحًا أن وقف وتجميد المساعدات الدولية في الفترة الماضية قد أثر سلبا في تنفيذ تلك الأهداف.

الانتقال الديمقراطي

تعهد البرهان بنقل السلطة إلي الشعب السوداني بتوافق عريض وتراض وطني، تخرج بموجبه القوات المسلحة نهائيًا من العمل السياسي ويكون تداول السلطة بالطرق الشرعية والسلمية المتمثلة في الانتخابات.

وقال البرهان: "يجب أن تكون هناك مرحلة انتقالية قصيرة تدار فيها الدولة بحكومة مدنية من المستقلين، تتم خلالها معالجة الأوضاع الراهنة الأمنية والاقتصادية وإعادة الإعمار تعقبها انتخابات عامة يختار من خلالها السودانيون من يحكمهم".

الحوار مع الممانعين

أكد البرهان التزام الدولة بمواصلة الحوار مع الممانعين للانضمام إلى مسيرة البناء الوطني، مؤكدا الالتزام التام بتنفيذ اتفاقية السلام الموقعة في جوبا في العام 2020.

 

خطاب البرهان أمام الأمم المتحدة كان خطوة مهمة في لفت الانتباه إلى تهديد الحرب الأهلية في السودان للسلم والأمن الإقليمي والدولي.

من خلال وصفه للحرب بأنها "أول الشرارة التي ستحرق الإقليم والمنطقة"، أكد البرهان على أن الحرب في السودان ليست مجرد صراع داخلي، بل يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على الدول المجاورة وعلى النظام الإقليمي ككل.

كما جدد البرهان التزامه بنقل السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة، وهو التزام مهم إذا كانت البلاد تريد تحقيق السلام والاستقرار.

ومع ذلك، فإن تنفيذ هذا الالتزام سيتطلب من الحكومة السودانية أن تجد طريقة للتعامل مع قوات الدعم السريع، التي لا تزال تمثل قوة عسكرية كبيرة ومؤثرة.