تبقى حادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية في عوكر ليلة الأربعاء الماضي موضوع اهتمام سياسي ودبلوماسي بارز، جنبًا إلى جنب مع التحقيقات التي تجري لمتابعة المشتبه به ومحاسبته، وقد أكدت السفيرة الأميركية دوروثي شيا ذلك.


تأتي هذه الحادثة في سياق تطورات أخرى، منها اغتيال إيلياس الحصروني، مسؤول حزب "القوات اللبنانية" في عين ابل، واستهداف مركز "القوات" ليلة الأربعاء في زحلة. جميع هذه الأحداث تبدو وكأنها تجمع معًا في مشهد أمني متجدد.

ورغم أن السبب وراء هذه الأحداث غير واضح بعد، إلا أن التحقيقات في حادثة السفارة الأميركية كشفت عن "ثغرة" في الأمان اللبناني تم استغلالها من قبل المسلح المجهول الذي نفذ إطلاق النار. وبالنسبة للأوضاع الأمنية في لبنان، تجدر الإشارة إلى أن السلطات اللبنانية تتحمل المسؤولية الأمنية عن كل ما يحدث على أراضيها.

 وردًا على تلك التطورات، قالت مصادر ديبلوماسية غربية إن دور "حزب الله" في الساحة اللبنانية يكون سياسيًا في الداخل، ولكن فيما يتعلق بالشؤون السورية والإسرائيلية والأميركية، فإنه يمتد إلى الأمور الإيرانية.

 ولذلك فإن الأحداث الأخيرة قد تمثل رسالة من إيران إلى الولايات المتحدة من لبنان، وتشمل عدة جوانب تبدأ من سياسة الولايات المتحدة في العراق وتنتهي بالتأكيد على أهمية الاستقرار في لبنان. ومن الملاحظ أن موقع السفارة الأميركية في عوكر يمثل منطقة أمنية بارزة وصعبة الوصول، ولذلك يُعتبر إطلاق النار عليها رسالة أمنية محسّنة.

ويقول مراقبون إن التساهل يمكن أن يجعل المرتكب يكمل أفعاله، وإذا لم يُعرف الفاعل في وقت قريب، فإن هذا الملف قد ينضم إلى قائمة الاغتيالات السياسية، حيث يُشير ذلك إلى أن لدى من نفذ العمل لديه الوسائل الكافية لاستكمال أعماله. يتعين على المسؤولين اللبنانيين أن يأخذوا هذه الأمور على محمل الجد، خصوصًا أن المنطقة تمر بأزمات عديدة، سواءً سياسية أو إنسانية.


المصدر : نداء الوطن