قوات النظام السوري قصفت مخيمًا للنازحين في إدلب، شمال غرب سوريا، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين. المنطقة تشهد تصاعد التوترات بين النظام وجماعات مسلحة، والهجوم وقع بالقرب من خط المواجهة بين الأطراف المتنافسة. رغم وقف إطلاق النار المعمول به منذ مارس 2020، تتجدد الانتهاكات مما يزيد من معاناة المدنيين. الصراع السوري الدائم أسفر عن مأساة إنسانية كبيرة مع مليوني سوري نازح داخليًا وخارجيًا.


في واحدة من الأحداث المأساوية التي تعكس الواقع المأساوي للصراع السوري المستمر، تعرض مخيم للنازحين في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا لهجوم صاروخي من قوات النظام السوري، أسفر عن مقتل مدنيين اثنين، وذلك يوم السبت. أفادت منظمة "الخوذ البيض"، المعروفة أيضًا بالدفاع المدني في المناطق التي تخضع لسيطرة الفصائل المعارضة والمتشددة في إدلب ومحيطها، بأن الهجوم استهدف مخيمًا في منطقة الإسكان على أطراف مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي.

ووصفت المنظمة الهجوم بأنه قصف صاروخي نفذه النظام السوري، مما أسفر عن مقتل رجل مسن وامرأة، بينما أصيب طفل ورجل آخر بجروح، حالة الطفل حرجة. وبينما كانت الحرائق تلتهم الخيام في المخيم، تصاعدت حالة الهلع بين النازحين الذين بدأوا في الهروب من مكان الهجوم، ومن بينهم العديد من النساء والأطفال الذين شهدوا مأساة جديدة في حياتهم.

يأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد التوترات في محافظة إدلب، حيث تمر المنطقة بفترة غير مستقرة بسبب الصراع الدائر بين قوات النظام وجماعات مسلحة متنوعة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، التي تسيطر على أجزاء كبيرة من المحافظة. وتقع المنطقة المستهدفة بالقرب من خط المواجهة بين القوات المتنافسة، مما يزيد من احتمالية تعرض المدنيين للخطر.

يذكر أنه تم التوصل إلى وقف إطلاق النار في إدلب في مارس عام 2020 بوساطة روسية تركية، وعلى الرغم من الوقف النسبي لإطلاق النار، إلا أن هناك انتهاكات متكررة للوقف تؤثر على حياة المدنيين وتضيف إلى معاناتهم اليومية.

تجدر الإشارة إلى أن النزاع في سوريا دام لأكثر من 12 عامًا، وأسفر عن مأساة إنسانية هائلة، حيث قُتل أكثر من نصف مليون شخص ودمّر الصراع البنية التحتية والاقتصاد الوطني، وشرّد ملايين السوريين داخل بلادهم وخارجها، مما يجعل الحاجة إلى حل سياسي دائم وعادل أكثر أهمية من أي وقت مضى.


المصدر : الشفافية