تعثرت جهود حل الأزمة الرئاسية في لبنان، حيث استمر الشغور الرئاسي لمدة 11 شهرًا دون تحقيق تقدم يُذكر. الأطراف المتصارعة تتبادل الاتهامات حيث يُلقي اللوم على المعارضة بتعطيل العملية الرئاسية بسبب رفضها للحوار. تظهر محاولات الوساطة الدبلوماسية الفرنسية صعوبة في التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة. حزب الله يواجه تحديات في جذب القوى المسيحية لصالح مرشحه فرنجية. الوضع يبقى غامضًا حيال تطورات المستقبل واحتمال استخدام حزب الله لقوته لتحقيق أهدافه.


بعد مرور 11 شهرًا من الشغور الرئاسي في قصر بعبدا، لا يزال الوضع في لبنان محصورًا في نفس النقطة دون تقدم يُذكر نحو حلول تنهي هذا الشغور. الأطراف الفاعلة في النزاع تتبادل الاتهامات حول التأخير والعرقلة، حيث يتهم فريق الثنائي الشيعي وحلفاؤه المعارضة بتأخير العملية الرئاسية من خلال رفضها دعوة الدخول في حوار. بالمقابل، تُعتبر المعارضة أن الحوار هو مجرد إضاعة للوقت وتجاوز للآليات الدستورية لانتخاب الرئيس.

مع تصاعد هذا الوضع المأزق، أطلق المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية في محاولة لدفع الأمور نحو الحوار. وقد أعرب لودريان بشكل واضح عن دعمه لدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد حوار استمراري يمتد لسبعة أيام، ينتهي بجلسات انتخابية متتالية لانتخاب رئيس. ومع ذلك، يبدو أن هذه الجهود لا تلقى ترحيبًا كبيرًا، حيث يظهر الفرنسيون غير راضين عن النتائج المحتملة للزيارة. وفي هذا السياق، قد يكون هناك تحالف بين باريس وواشنطن والرياض والدوحة ضد فرض انتخاب فرنجية كرئيس، حيث تم تصوير هذا الخيار على أنه انتصار لحزب الله وحلفائه.

من الجدير بالذكر أن اللجنة الخماسية، التي تضم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر، ترفض بشدة انتخاب فرنجية كرئيس للبلاد، معتبرة ذلك انتصارًا لحزب الله وميليشياته. بالتالي، يبدو أن رهان الثنائي الشيعي على دعم فرنجية وإجبار القوى المسيحية على تأييد هذا الخيار قد انتهى.

على الجانب الآخر، يبدو أن حزب الله يفتقد إلى حضور رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، الذي كان يعتبر وسيطًا بين الحزب وبقية القوى اللبنانية. باريس تبدي استياءًا من تصعيد حزب الله وسعيه لفرض إرادته على القوى المسيحية. بالإضافة إلى ذلك، يجد حزب الله صعوبة في جذب أصوات من القوى المسيحية لصالح فرنجية. على هذا النحو، يبقى السؤال حول كيفية تطور الوضع في المستقبل وهل سيُضطر حزب الله إلى استخدام قوته بشكل أكبر لفرض إرادته.


المصدر : القدس العربي