تشهد لبنان أزمة سياسية حادة منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر 2022، حيث فشلت كل المحاولات حتى الآن في انتخاب رئيس جديد. وفي هذا السياق، كثفت قطر من مساعيها لإيجاد حل للأزمة، حيث تنطلق من مقاربة مختلفة عن المحاولات السابقة.


جاء في نداء الوطن: كثرت التكهنات حول المساعي الصامتة... 

 

بدأت قطر مساعيها لإيجاد حل للأزمة اللبنانية منذ ما قبل نهاية ولاية الرئيس عون، حيث بدأت عملية جس نبض توجهات الأفرقاء اللبنانيين. وبعدما مُنيت المبادرة الفرنسية بالفشل، زخّم الجانب القطري من تحركه الذي ينطلق من مقاربة مختلفة.

المقاربة القطرية

تنطلق المقاربة القطرية من ثلاثة محاور رئيسية:

  • عدم حصر النقاش بشخص رئيس الجمهورية، بل بما هو مطلوب من العهد الجديد.
  • البحث في سلّة تفاهمات، لأن منطق السلة وحده الذي يمكن أن يوصل إلى حل قائم على صيغة لا غالب ولا مغلوب.
  • عند الاتفاق على السلّة تطرح الأسماء شرط أن لا يكون أيّ من الأسماء المطروحة للرئاسة مصطفة مع طرف في مواجهة طرف آخر.

 

يؤكد المصدر الدبلوماسي أنّ للمسعى القطري ميزة تفاضلية، حيث يختزن تجربة سابقة في الوساطة اللبنانية، كما أنّ قطر تكاد تكون الدولة الوحيدة التي قد تموّل الحل في لبنان من خلال دعم مالي واقتصادي.

 

يشدد المصدر على أنّ المسعى القطري لن يكون مفتوحاً وبلا سقف زمني، حيث سينتهي في نهاية العام الحالي. وفي حال لم يتم انتخاب رئيس في هذه الفترة، فسوف تُتخذ إجراءات عقابية بحق المعرقلين.

تُعد المقاربة القطرية خطوة مهمة في مسار حل الأزمة السياسية اللبنانية، حيث تُعتبر أكثر واقعية وقابلة للتطبيق من المحاولات السابقة. كما أنّها تُمثل فرصة لقطر للعب دور أكثر فاعلية في المنطقة.

ولكن، فإنّ نجاح المقاربة القطرية يعتمد على عدة عوامل، منها:

  • مدى استعداد الأفرقاء اللبنانيين للتفاوض بروح التوافق.
  • مدى قدرة قطر على إقناع الأطراف الدولية بدعم جهودها.

إذا تم تحقيق هذه العوامل، فإنّ المقاربة القطرية قد تؤدي إلى حل للأزمة السياسية اللبنانية، مما سيوفر فرصة للاستقرار والتنمية في البلاد.

 


المصدر : نداء الوطن