من أبو ظبي، أكد وزير الصحة د. فراس أبيض لبرنامج المشهد اللبناني على قناة الحرّة أن مراكز الرعاية الأولية هي واحدة من أهم مشاريع الدواء التي تعمل عليها الوزارة، وفي هذه المراكز يتمّ تقديم الأدوية مجاناً للمواطن، مشيراً الى أن وزارة الصحة أطلقت منذ 3 أسابيع مناقصة لأدوية مختلفة لمراكز الرعاية، بينما كان التركيز سابقاً على أدوية السرطان، ولفت أبيض الى أنه أيضاً تمّ إطلاق مناقصة تفوق المليوني دولار لإضافة كميّة جديدة من الأدوية في مراكز الرعاية الأولية، فلا يُضطرّ المواطن الى اللجوء للأسواق المشبوهة، مشيراً الى أن جزءاً من نشاطه في الخارج هو للحصول على دعمٍ لهذه المراكز.


أبيض جزم ل"الحرّة" أن نظام الMediTrack  لن يتوقّف بل بالعكس، فالقرار الذي اتخذته وزارة الصحة هو توسيع هذا النظام ليشمل كل الأدوية وليس فقط المستعصية أو المزمنة ومتمنيّاً على الجميع التعاون مع وزارة الصحة في هذه الخطوة التي ستشكّل نقلة نوعيّة في موضوع الأدوية المزوّرة والمهرّبة.

وفي موضوع الدعم، أكد أبيض أن الحكومة أقرّت ما يعادل 45 مليون دولار للأدوية السرطانية والمستعصية، وهذا الرقم من المفترض أن يكفي لشراء الأدوية من الآن حتى آخر السنة، مشدّداً على أن هناك أدوية في طريقها الى لبنان، ووزارة الصحية تعمل مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري ووزارة المال على حلول جديدة في بداية السنة القادمة، وتوجّه أبيض للمرضى وخصوصاً مرضى السرطان والأمراض المستعصية بالقول: نحن كوزارة صحة نقف الى جانبك ونعمل جهدنا لضمان استمرار تأمين الدواء.

أبيض نفى الإتهامات بسيطرة حزب الله على وزارة الصحة، قائلاً لنفرض ان حزب الله يسيطر كيف؟ وبماذا؟ جازماً بالقول: من موقعي ومسؤوليتي أؤكد أن هذا الكلام غير صحيح على الأقل في الوقت الذي أنا متواجد فيه في الوزارة.

واضاف أبيض، أتحدى أن يكون قد دخل أي دواء الى لبنان عبر الوزارة بسبب غطاء سياسي، مشيراً الى أن الأدوية المزوّرة يتمّ تهريبها الى السوق اللبناني بأسعار أقل فيُغرُّ اللبنانيون بها، وكثيرٌ منها مجرد ماء وملح.

وعن لقاءاته على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة أكد أبيض جهوداً كبيرة تبذلها وزارة الصحة لوضع استراتيجيّة جديدة لحلّ بعض المسائل العالقة مثل موضوع الرعاية الصحية الأوليّة، المستشفيات، الدواء وخطة السرطان، وكان من المهم أن نأتي بدعم خارجي ليس فقط للنظام الصحّي، بل أيضاً للاجئين لأنهم مسؤولية مشتركة بين  الدول وليسوا فقط من مسؤولية لبنان، مشيراً الى أن السرطان وأدويته هي من أبرز المواضيع التي اثيرت في لقاءاته في نيويورك، وقد لقي تجاوباً كما وسيكون هناك دعم للنظام الصحي.

وقال أبيض: وُعدنا بمشاريع عديدة في قطاع الصحة، منها مشروع كبير نعمل عليه مع البنك الدولي يسير قدماً وبسرعة ، وهناك دعم لمشروع المختبر المركزي، ومساعدات لأدوية الأمراض السرطانية والمستعصية .

أما عن الأدوية الإيرانية ال25 التي تم تسجيلها في وزارة الصحة، فأكد أبيض أن هذه الأدوية تمّ تسجيلها في عهد الوزير الأسبق جميل جبق، وبحسب ملفات وزارة الصحة فقد تمّت زيارة مصانع هذه الأدوية في إيران، وهي مصانع حائزة على موافقة منظمة الصحة العالمية، نافياً أن يكون هناك تسجيل لأدوية إيرانية جديدة في عهده أو في عهد الوزير حمد حسن .

ومن برنامج المشهد اللبناني أكد نقيب الصيادلة د. جو سلّوم أنه ليس هناك ارادة حقيقية في لبنان لضبط الدواء المهرّب والمزوّر، ولا إرادة حقيقة لتأمين الدواء الجيّد للمواطنين، محمّلاً المسؤولية للسلطة مجتمعةً، لا لجهة معينة، فالطبقة السياسية متآمرة على صحة المريض في لبنان، والدليل ذهاب كل أموال دعم الدواء على التهريب، ويُعدّ تآمراً على المريض وصحته.

وتحدّث سلّوم عن حملة ملتزمون التي أطلقتها نقابة الصيادلة للإلتزام بالدواء المسجّل في وزارة الصحة وبالسعر الرسمي، مشيراً الى أنه لا صلاحيات للنقابة خارج نطاق الصيدليات، ومن هنا التوجّه الى النيابة العامة الإستئنافية والنيابة العامّة المالية ، وأخذ صفة الإدعاء الشخصي ضد كل من يبيع الدواء غير المسجل وكل المواقع التي تبيع أدوية عبر الأونلاين ومواقع التواصل الإجتماعي.

أما الصيادلة الذين يبيعون أدوية غير شرعية فأكد سلّوم أنه تمّت إحالتهم الى مجالس التحقيق والتأديب في نقابة الصيادلة، وفي هذا الإطار أُقفلت صيدليات عدّة، مشيراً الى أن لديه ملفّات جديدة عدّة عن صيدليات مخالفة.

وأكد سلّوم وجود بعض الصيدليات التي تحمل أذونات خاصة من وزارة الصحة لإحضار بعض الأدوية غير المتوفرة في لبنان، تحت عنوان استيراد طارىء.

ولفت نقيب الصيادلة ل"الحرّة" الى أن المافيات التي تأتي الى لبنان بالدواء التركي، تستورد الدواء غير المعد للبيع في صيدليات تركيا للمرضى الأتراك، ففي تركيا معامل تصنّع الأدوية فقط لتهريبها.

نقيب مستوردي الأدوية جوزيف غريّب أكد من جهته أن أسعار الأدوية في لبنان لم ترتفع بل العكس، ولكن القدرة الشرائية عند المواطن انخفضت بسبب انهيار العملة، معتبراً أن العصابات ومافيا الدواء استغلّوا ارتفاع الأسعار في لبنان وتراجع القدرة الشرائية ليستبدلوا الأدوية التي تصل الى لبنان بأدوية غير شرعية، فتجار الشنطة وتجار الأونلاين، يأتون بالدواء من كل الدول، من دون رادع وبوجود حماية لهم، بعضهم يمرّ عبر المعابر الشرعية والبعض الآخر عبر معابر غير شرعية، وعلى الأجهزة الأمنية أن تراقبهم.

ولفت غريّب أن طريقة تسجيل الأدوية الإيرانية ال25 كانت أسرع من أي دواء آخر، فملفات هذه الأدوية مرّت بطريقة سريعة جداً، داعياً المرضى الى أخذ الأدوية التي تأتي عبر المستشفيات لأن جميع الأدوية أصبحت متوفرة في المستشفى رغم غلاء سعرها.


المصدر : الشفافية نيوز