أدارت قرينة الرئيس السوري بشار الأسد أسماء الأسد لقاء حوارياً مع طلاب الدراسات العربية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين حول اللغة والعلاقات الإنسانية والثقافية بين الدول. وخلال اللقاء، أكدت الأسد على أهمية اللغة الأم في الحفاظ على الهوية والانتماء، وحذرت من محاولات طمس الثقافات الوطنية للشعوب من خلال ضرب اللغات الأم.


بدأت الأسد حديثها بالإشارة إلى أن جميع الشعوب تواجه محاولات طمس الثقافات الوطنية، وذلك عبر وسائل متعددة بالشكل وواحدة بالمضمون، وهي وسائل تسعى إلى ذوبان الهوية والانتماء. وأكدت أن السلاح الأقوى لطمس الهويات هو ضرب اللغات الأم، وذلك من خلال النظرة المتخلفة لمن يتمسك بها، فالاحتلال اللغوي هو السبيل الأقصر لاحتلال الوعي وبالتالي احتلال القرار المستقل وتهتيك المجتمعات ومحو هويتها.

وأضافت الأسد أن الدعوة للفخر باللغة الأم والتمسك بالتراث الثقافي مع الآخرين هو جوهر مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين منذ عقد من الزمن. فهذه المبادرة تدعو إلى انفتاح الشعوب واحترامها لنفسها وغيرها، وصولاً إلى نمو البشرية ورفاهها.

وتابعت الأسد أن الدول العريقة المتمسكة بتاريخها الحضاري والإنساني الفخورة بهويتها ولغتها الرافضة للخنوع والتبعية، كانت ولاتزال مطمعاً للمستعمرين منذ آلاف السنين وحتى اليوم. وأكدت أن سوريا، بلادها، خاضت حرباً ولاتزال دفاعاً عن وجودها وحرية قرارها، وحماية لتراثها الذي حاولوا تدميره، وصوناً لشعبها الذي لايزال شامخاً وثابتاً، يبني ما تهدم، يزرع ما احترق، ويتطلع لمستقبل مشرق مهما كان الحاضر صعباً.

تعد اللغة الأم أداة أساسية للحفاظ على الهوية والانتماء، فهي تنقل التراث الثقافي والقيم الاجتماعية من جيل إلى جيل. كما أنها أداة للتواصل والتفاعل مع الآخرين، وهي ضرورية لتنمية الذات والمجتمع. 

 

يؤدي طمس اللغات الأم إلى فقدان الهوية والانتماء، مما قد يؤدي إلى تهميش الشعوب وثقافاتها. كما أنه يضعف المجتمعات ويجعلها أكثر عرضة للتدخل الخارجي.

تدعو مبادرة الحزام والطريق إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين الدول، وذلك من خلال بناء شبكة من الطرق والسكك الحديدية والبنية التحتية الأخرى. وتهدف المبادرة إلى تحقيق النمو الاقتصادي والرفاهية لجميع الشعوب.

 تشارك سوريا في مبادرة الحزام والطريق، وذلك من خلال مشاريع تشمل بناء الطرق والسكك الحديدية والطاقة. كما تسعى سوريا إلى تعزيز التعاون الثقافي مع الصين، وذلك من خلال تبادل الطلاب والأكاديميين والفنانين.

 

أثارت تصريحات أسماء الأسد ردود فعل متباينة، حيث اعتبرها البعض دفاعاً عن حق الشعوب في الحفاظ على لغاتها الأم، بينما اعتبرها البعض الآخر دفاعاً عن النظام السوري وممارساته القمعية.

ولكن مهما كانت الاختلافات في الرأي، فإن تصريحات الأسد تؤكد على أهمية اللغة الأم في الحفاظ على الهوية والانتماء، ومخاطر طمس اللغات الأم على المجتمعات والشعوب.


المصدر : الشفافية نيوز