اشتباكات قوات الفرقة الرابعة قرب الحدود السورية اللبنانية مع مهربين
26-09-2023 10:51 PM GMT+03:00
تصاعدت حدة التوتر في منطقة القلمون الغربي، المجاورة للحدود السورية اللبنانية، بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة. ذلك جاء بعد حادثة استهداف دورية للأمن العسكري السوري والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة من أفرادها في بلدة فليطة صباح يوم الثلاثاء. وقد جاء هذا الهجوم عقب يوم واحد فقط من هجوم سابق شنه مسلحون على حاجز تابع للفرقة الرابعة في بلدة الجبة في القلمون الغربي، أسفر عن مقتل أربعة من أفراد الحاجز وإصابة آخرين.
تُعد بلدة الجبة موقعًا حيويًا في القلمون الغربي، حيث تبعد تسعة كيلومترات عن الحدود اللبنانية. ويستغل المهربون طرقها الجبلية الوعرة لتنفيذ أنشطتهم ذات الطابع الغير شرعي بين لبنان وسوريا. يُشار إلى أن ميليشيا حزب الله اللبنانية تشارك بنشاط مع القوات السورية في السيطرة على القلمون الغربي منذ عام 2015 بعد معارك عنيفة أدت إلى استعادة السيطرة عليها وتطهيرها من المعارضة المسلحة.
تشير المصادر إلى أن المسلحين الذين نفذوا الهجمات قد يكونون من المهربين النشطين في المنطقة ويُعرفون جيدًا للسلطات السورية. يعتقد أن هؤلاء المهربين يعملون لصالح شبكات مرتبطة بالحكومة السورية ولديهم اتصالات في مؤسسات الدولة. هذه الهجمات تأتي في إطار تصاعد التوترات الدائرة في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان.
يُعد النشاط الاقتصادي غير الشرعي، مثل تهريب المخدرات والسلع والمواد المحظورة، مصدر دخل أساسي لأفراد الميليشيات والجماعات المسلحة في منطقة القلمون ومناطق أخرى. يُعتبر هذا النشاط أيضًا مصدر رزق للعديد من الأشخاص في تلك المناطق، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها السكان.
في الوقت نفسه، تتلقى دمشق اتهامات دولية وإقليمية بالمساهمة في تيسير عمليات تصنيع وتهريب المخدرات إلى الدول المجاورة. وقد فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات جديدة على دمشق هذا العام بهدف التصدي لشبكات تصنيع المخدرات المرتبطة بالرئيس السوري.
تتعرض المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان لحالة من التوتر الأمني، والتي تجسدها الاحتجاجات المستمرة في محافظة السويداء لليوم الثامن والثلاثين على التوالي، حيث يتناول المحتجون قضايا متعددة بما في ذلك القلق من تصاعد أنشطة تصنيع وتجارة المخدرات والمواد المخدرة في المنطقة والتأثيرات السلبية المحتملة على المجتمع. تحذر مشيخة العقل من هذا الخطر وتؤكد على أهمية مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي تؤثر على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الهجمات والتصاعد في التوترات تُظهر التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان وتعكس التأثير الواسع للأنشطة غير الشرعية على الأمن والاستقرار.
المصدر : الشرق الأوسط