كشفت التحقيقات مع المتهم بإطلاق النار على مبنى السفارة الأميركية في بيروت، أنه عامل توصيل طلبات، وخطط لهذه العملية، ورصد مداخل الطرقات المحيطة بالسفارة ومخارجها عبر خرائط «غوغل»، ثم انتقل عبر دراجة نارية، وأطلق تسع رصاصات باتجاه حائط السفارة، قبل أن يرمي الحقيبة بغرض التمويه، ويخفي سلاحه بين قدميه في رحلة العودة، وذلك رداً على ما عدّه «تعاملاً قاسياً» معه خلال إيصال طلبية قبل شهرين.


جاء في "الشرق الأوسط"...

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن الموقوف يتحدر من منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية، ويُدعى م.خ (مواليد 1987)، وكان يعمل في إحدى شركات توصيل الطلبات، وقد أوصل طلبية إلى السفارة الأميركية في 19 تموز الماضي، ولم يقابل أحداً، فخاطب أمن السفارة عبر «الانترفون»، وتذرّع بأن موظف الأمن الذي رد عليه ولم يشاهده الموقوف، «رد بطريقة تتسم بالقسوة»، وهو ما دفعه لإطلاق النار بعد شهرين على السفارة.

وحسب المصادر الأمنية، خطط الموقوف لهذه العملية، وقال في التحقيقات الأولية معه إنه «استعان بخرائط غوغل للحصول على خريطة الطرقات إلى السفارة ومحيطها وحدد مكان دخوله وخروجه»، ونفذ حركته استناداً إلى تلك الخرائط، وهو ما ثبت في تنقلاته التي التقطتها الكاميرات.

واعترف الموقوف بإطلاق 9 رصاصات باتجاه المبنى، وقال خلال التحقيقات إنه «تقصد إطلاقها باتجاه الحائط، كي لا يصيب أي أحد بأذى»، لكنه احتسب عملية مغادرته بدقة، ففيما خبّأ سلاح الكلاشنيكوف بحقيبة خلال ذهابه، تخلى عن الحقيبة بعد إطلاق النار ورماها في موقع قريب من موقع إطلاق النار «بغرض التمويه»، بينما عمد إلى «طيّ الذراع المعدنية للسلاح بما يتيح تصغير حجمه، ووضع البندقية بين قدميه على الدراجة النارية» خلال رحلة العودة.

وضبطت قوى الأمن الدراجة النارية التي انتقل عليها، كما ضبطت السلاح الذي استخدم في إطلاق النار.

وحادثة إطلاق النار، ليست الأولى التي يتورط فيها الموقوف، وفق ما قالت المصادر الأمنية، لافتة إلى أن الشاب البالغ من العمر 36 عاماً «كان متورطاً في عام 2022 بإطلاق النار على المقر الرئيسي للأمن العام»، وأقرّ بذلك، قائلاً إنه تلاسن مع ضابط في الأمن العام على خلفية الزحمة في تلك الفترة لتقديم أوراق الحصول على جواز سفر، فغادر المكان وأطلق النار من بعيد، وسُجّلت الحادثة ضد مجهول. وبعد جمع الكاميرات من قبل «شعبة المعلومات»، حُدد مطلق النار وتعرفت القوى الأمنية على هويته.

وفي سياق القبض عليه الاثنين في الضاحية، قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن عناصر أمنية «أوحت للسكان بأنها كانت تداهم مجموعة من أصحاب السوابق المتورطين بالسطو والإخلال بالأمن والاتجار بالمخدرات»، علماً بأن القوى الأمنية عادة ما تنفذ مداهمات بحثاً عن هؤلاء في الضاحية بشكل دوري.

التحقيقات مستمرة

وأوضحت المصادر الأمنية أن التحقيقات مع الموقوف مستمرة، للوقوف على دوافعه الكاملة لإطلاق النار على السفارة الأميركية، وفيما إذا كان يرتبط بجهات أو تنظيمات معينة.

من جهتها، دانت وزارة الخارجية الأميركية إطلاق النار على السفارة، وأكدت أنها ستواصل العمل مع السلطات اللبنانية لتحديد الجناة وتقديمهم إلى العدالة.

وقالت الوزارة في بيان: «نشعر بقلق بالغ إزاء إطلاق النار على السفارة الأميركية في بيروت. ندين هذا العمل بشدة، ونؤكد على التزامنا بدعم لبنان وشعبه».


المصدر : الشرق الاوسط