يشكل ملف تعليم النازحين السوريين في لبنان هذه السنة قنبلة موقوتة، حيث تتدفق أعداد جديدة للالتحاق بالمدارس الرسمية والخاصة، مستفيدة من دعم الجهات المانحة.


كتب ابراهيم حيدر في النهار:

في آخر إحصاء للأولاد السوريين النازحين في عمر المدرسة بين 3 و17 سنة، فإن عددهم اليوم يتجاوز 700 ألف، يتوقع أن يتم استقطاب نصفهم في المدارس، أي نحو 350 ألفاً.

في العام الدراسي الفائت، بلغت نسبة السوريين في التعليم الرسمي والخاص 28 في المئة، من العدد الإجمالي للتلامذة في لبنان، البالغ بين سوريين ولبنانيين مليونا و260 ألف تلميذ.

وبينما كان حجم استيعاب السوريين ضمن خطة الاستجابة لم يتجاوز العام الماضي الـ40 في المئة من الاولاد، اي أن 60 في المئة بقوا خارج المدارس الرسمية، منهم من تسرّب وآخرين تسربوا بعد مرحلة التعليم الاساسي.

تشير المعلومات اليوم إلى أن الاعداد إلى ازدياد، وتقترب نسبتهم من 50 في المئة ما يرفع نسبة عدد السوريين في المدارس الرسمية والخاصة إلى 35 في المئة من العدد الإجمالي لتلامذة لبنان.

توقعات وزارة التربية تشير إلى أن عدد التلامذة السوريين سيرتفع في السنة المقبلة إلى أكثر من 220 ألف تلميذ، في دوامي بعد الظهر الذي يستوعب العدد الاكبر وقبل الظهر الذي يتوقع أن يرتفع عدد التلامذة السوريين فيه إلى 35 الفاً، وسيزداد العدد في الثانويات بعد نجاح أكثر من 5 آلاف تلميذ سوري في الشهادة المتوسطة.

وتواجه وزارة التربية مشكلة الاستيعاب إذ ستضطر إلى فتح مدارس جديدة للاستيعاب وطلب التمويل من الجهات المانحة، علماً أن دعم المانحين تراجع في الشق الانساني.

تدفع الجهات المانحة عن كل تلميذ سوري في الرسمي 140 دولاراً مخصّصة لصناديق المدارس الرسمية إضافة إلى 18 دولاراً لصندوق الأهل عن كل تلميذ لبناني.

بالمقارنة بين أعداد التلامذة اللبنانيين والسوريين في الرسمي، باتت النسبة متساوية تقريباً بعد تراجع أعداد اللبنانيين إلى 240 ألف تلميذ.

أن يصبح في مدارس لبنان أكثر من 350 ألف تلميذ نازح عدا عما تستوعبه برامج التعليم غير النظامية أو مدارس الجمعيات، أمر يبعث على القلق ويشير إلى خطر محدق.

هذا الوضع يطرح أسئلة عن ملف النازحين وقدرة لبنان على تحمّل الاعباء التي ستؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى تغيير في نسيجه وتركيبته الاجتماعية وديموغرافيته.

 

في العام الدراسي 2022-2023، بلغ عدد التلامذة السوريين في المدارس الرسمية والخاصة 267 ألفاً، بزيادة قدرها 80 ألفاً عن العام السابق. ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 350 ألفاً في العام الدراسي المقبل، بزيادة قدرها 83 ألفاً.

 

على الرغم من الجهود المبذولة لتحسين ملف تعليم النازحين السوريين في لبنان، لا يزال هذا الملف يواجه العديد من التحديات.


المصدر : النهار