في خضم الحرب المستعرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، تزايد الاهتمام بميليشيا مسلحة تقاتل إلى جانب الجيش تعرف باسم "كتيبة البراء".


تداول مستخدمون لمنصات التواصل الاجتماعي فيديوهين اثنين يظهران عناصر مسلحة من الكتيبة، إحداهما تحاصر أحد مقرات قوات الدعم السريع جنوبي الخرطوم قبل ساعات قليلة من اندلاع القتال في صباح 15 أبريل الماضي، والثانية تظهر عناصر تتبع للكتيبة أثناء وجودها داخل القيادة العامة للجيش في لحظة اندلاع القتال.

تزايد الجدل أكثر، بعد أن زار قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أواخر أغسطس، قائد الكتيبة المصباح أبو زيد طلحة في مستشفى الشرطة بمدينة عطبرة (380 كيلومترا شمال الخرطوم)، حيث كان يتلقى العلاج هناك بعد إصابته في إحدى المعارك مع الدعم السريع.

يعتقد على نطاق واسع أن "كتيبة البراء"، هي إحدى أكثر الكتائب الإخوانية إعدادا وتدريبا وتسليحا، وتتكون من مجموعات شبابية تتراوح أعمارهم بين 20 و 35 عاما.

يأتي معظم عناصرها من خلفيات تنظيمات طلابية كانت تعمل تحت مظلة الأمن الطلابي والاتحاد العام للطلاب السودانيين، أحد أهم الأذرع التعبوية والأمنية لنظام الإخوان السابق.

وذكرت مصادر أن لدى الكتيبة ارتباطات وثيقة مع مجموعات متطرفة مؤيدة لتنظيم داعش الإرهابي، من بينها حزب دولة القانون الذي يتزعمه محمد علي الجزولي، الموالي علنا لتنظيم داعش.

أدت الكتيبة دورا بارزا في قمع المظاهرات التي اندلعت عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021 من خلال زرع عناصرها داخل شرطة الاحتياطي المركزي المتهمة بقتل العشرات من المتظاهرين.

ومنذ اللحظات الأولى لاندلاع القتال، ظل السودانيون يتجادلون حول دور الكتائب التابعة لتنظيم الإخوان في إشعال الحرب بعد تهديدات علنية لعدد من قادتهم قبل أيام قليلة من اندلاعها وتعهدهم بقطع الطريق أمام أي اتفاق لنقل السلطة للمدنيين.

أكد ضابط كبير في القوات المسلحة أن "كتيبة البراء" تتمتع بنفوذ كبير على قيادات الجيش، وهي من تدير المعارك في مواقع حساسة مثل سلاح المدرعات وقبله قيادة الاحتياطي المركزي التي سقطت في يد الدعم السريع.

أشار الضابط إلى أن الطبيعة المتطرفة للكتيبة تتسبب في مشكلات فنية وميدانية كبيرة لقيادات القوات المسلحة في مناطق العمليات، مما أدى إلى انتكاسات كبيرة خلال الأشهر الخمسة الماضية.

تعمل الكتيبة حاليا تحت مظلة ما يعرف بـ "قوات العمل الخاص"، التي تحظى عملياتها بتوثيق دعائي مكثف من قبل أجهزة الإعلام الرسمية.

يرى المحلل السياسي الجميل الفاضل أن مشاركة الكتائب الإخوانية في الحرب تكشف أكثر فأكثر حقيقة المشاركة الإخوانية في الحرب وتأثير الوجود الإخواني على الجيش.

يعبر الكاتب الصحفي وائل محجوب عن اعتقاده بأن سياسة الاستنفار التي لجأ إليها الجيش وإشراكه ميليشيات وكتائب ومجموعات مسلحة غير نظامية لتحارب معه، هي سياسة ترتبط بسناريوهات الحركة الإسلامية.

يحذر محجوب من مخاطر مشاركة الكتائب الإخوانية بجانب الجيش.

يصف محجوب الاستعانة بالكتائب الحزبية بأنها إشكالية قديمة متجددة مسحت الخطوط الفاصلة بين القوات المسلحة والمجموعات غير النظامية.

يرى المحامي المعز حضرة أن إقحام مثل هذه الكتائب يؤكد أن هذه الحرب أصبحت حرب ميليشيات بين الإسلاميين والدعم السريع.

تتفق المحامية رحاب مبارك مع ما ذهب إليه حضرة وتقول أن ظهور كتيبة البراء علنا يؤكد أن الحرب تهدف للعوة لمربع حكم الإخوان مجددا.

 

يشكل ظهور "كتيبة البراء" دليلا جديدا على ضلوع تنظيم الإخوان في الحرب الأهلية في السودان، وهو ما يهدد بعودة البلاد إلى مربع العنف والصراع.

 


المصدر : الشفافية نيوز