بيروت بين الذكريات والتحديات

تحمل بيروت، الكثير من الذكريات والمشاعر القوية لأهلها وزوارها على حد سواء. إنها مدينة تعبق بالتاريخ والحياة، حيث يرتبط كل حجر فيها بذكرى وكل بناية بصديق. ومن كل مكتبة تخرج صحيفة أو كتاب جديد. لكن بيروت ليست مجرد جدران وكراسي، بل هي نوبات حب.

قد رقصتم وتجولتم في شوارعها، من شارع الحمراء إلى الكسليك ومن ساحة البرج إلى الاشرفية. لقد عشتم معها في أخر سنواتها وشهدتم انتقالها من سعير إلى هاوية، ومن جحيم إلى جهنم. لكن كان من الصعب جدًا شهادتكم لموتها السريري.

والأصعب من ذلك كان حملكم لكفنها وشهادتكم لدفنها. لو حدث ذلك في بلد آخر، لكانت الدماء قد سالت في الشوارع. الفساد الذي انتشر في الجمهورية اللبنانية لم يحدث مثله في تاريخها أو في أي بلد آخر. القوى الحاكمة، سواء العسكريين أو القضاة أو السياسيين، يستمرون في ممارسة السلطة دون حساب أو محاسبة.

أما أنتم، أبناء لبنان المهاجرون، جمعتم مالكم بجهد وتعب وأودعتموه في المصارف فسُرق منكم ومنا. هذا الوضع لا يمكن أن يحدث في بلد آخر.

لذا، من المهم أن تستمروا في الكفاح. انظروا إلى الإذاعات والشاشات والمحطات التلفزيونية، وكونوا صوتًا موحدًا ضد الفساد والفاسدين. حرروا أحزابكم وكتلكم البرلمانية، تحدوا وتمردوا وصلوا من أجل تغيير إيجابي. لبنان ليس وطن الصدفة، بل هو حلمنا وحلمكم ببناء دولة قوية وعادلة.

لا تدعوا أحلامكم تموت ولا تتركوا بيروت وحدها في مواجهة التحديات. إنه وقت التغيير والإصلاح، ولبنان يحتاج إلى دعم كل من يؤمن بمستقبله.

المصدر : الشفافية نيوز