في مقابلة مع صحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية، أطلق الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سلسلة من المواقف العلنية والصريحة، وهي الأولى والأشمل لمسؤول فرنسي منذ بدء تفعيل "خليّة الأزمة".


أعلن لودريان رسمياً عن ورقة المسار (أو الطريق) الثالث، والذي يتضمن إجراء ربط بين "سلسلة مشاورات" كان دعا إليها الرئيس نبيه برّي على أن تليها جلسات نيابية متتالية ومفتوحة لانتخاب الرئيس.

 

نعت فرنسا رسمياً، عبر موفدها، ترشيح سليمان فرنجية. وأكد لودريان أنّ "لا أحد من المرشّحين الحاليين يبدو لي من "طبيعة" تسمح بحلّ المشكلة".

 

كشف لودريان أنّ اجتماع آخر للخماسية اتّسم بالغضب من حالة الإنكار لدى المسؤولين اللبنانيين وعدم قدرتهم على التغلّب على تناقضاتهم.

 

جزم لودريان عدم وجود اختلاف بين الدول الخمس التي تدعم لبنان، واصفاً من يقولون العكس بأنّهم من "مروّجي الأوهام بهدف الإرباك من أجل حسابات تكتيكية".

 

لوّح لودريان مجدّداً بـ "احتمال فرض عقوبات مجدّداً على القوى السياسية ووقف الدول الداعمة مساعدة لبنان ماليّاً".

 

موقف السعودية

لاحظ لودريان باهتمام أنّ السعودية تعود إلى اللعبة، وترى أنّ الفراغ اللبناني يمكن أن يُعاقِب المنطقة برمّتها من الناحيتين الأمنيّة والاقتصادية.

 

أكّد لودريان أنّ "الانسداد داخلي بحت"، وشدد على صعوبة مقاومة أيّ دولة عظمى أو مؤثّرة في الشأن اللبناني أيّ مشروع حلّ داخلي يتّفق عليه اللبنانيون.

 

في مقابل الغضب الدولي من القوى السياسية اللبنانية، ثمّة اطمئنان لدى مفاتيح القرار في الخارج إلى الوضع الأمني في الداخل.

 

تُعدّ مواقف لودريان بمثابة "مفاتيح" ستلعب على الأرجح دوراً في ترسيم خارطة طريق معالجة الأزمة في المرحلة المقبلة.

 

تشير مواقف لودريان إلى أنّ فرنسا قد تخلّت عن ترشيح سليمان فرنجية، وأنّها تدعم المسار الثالث الذي يقضي بإجراء حوار بين القوى السياسية اللبنانية وعقد جلسات نيابية متتالية ومفتوحة لانتخاب الرئيس.

كما تشير هذه المواقف إلى أنّ فرنسا تعتقد أنّ الأزمة السياسية اللبنانية داخلية بحت، وأنّها لن تتمكن من حلّها إلاّ إذا اتّفقت القوى السياسية اللبنانية على حلّ ذاتي.

 

من المتوقع أن تؤدي مواقف لودريان إلى ردود فعل من القوى السياسية اللبنانية، خاصة الثنائي الشيعي الذي يدعم ترشيح فرنجية.

كما من المتوقع أن تؤدي هذه المواقف إلى تصاعد الضغط الدولي على القوى السياسية اللبنانية للتوصل إلى حلّ للأزمة السياسية.


المصدر : الشفافية نيوز