دعا خبراء في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إلى إجراء إصلاحات ضخمة في منظومة العدالة الجنائية الأميركية، قائلين إن الممارسات في السجون الأميركية ترقى إلى "إهانة كرامة الإنسان"، وأنها تؤثر بشكل غير متناسب على الأشخاص من ذوي البشرة السمراء.


وجاء في تقرير منشور اليوم الخميس، أن الخبراء وجدوا أن السجينات من ذوات البشرة السمراء يبقين مكبلات بالأصفاد خلال المخاض، بينما يُجبر السجناء على العمل في أوضاع "أشبه بمزارع الحقبة الاستعمارية".

وذكر التقرير أن إحدى الممارسات هي تقييد السجينات وتكبيلهن بالأصفاد خلال المخاض، وهو ما يشكل تهديدا لسلامة الأم والطفل.

وورد في التقرير أن الخبراء "سمعوا، بأنفسهم، شهادات مباشرة عن ظروف لا تُحتمل تتعلق بنساء حبليات مكبلات بالأصفاد خلال المخاض فارق مواليدهن الحياة بسبب القيود".

وأشار متحدث بمجال حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى "عدة" قضايا وأكد أنها كلها مرتبطة بنساء من ذوات البشرة السمراء عندما طُلب منه الاستفاضة في تفاصيل.

وجمع الخبراء أيضا شهادات مباشرة حول الأوضاع في أحد سجون لويزيانا، حيث ذكر التقرير أن الآلاف من السجناء، وأغلبهم من ذوي البشرة السمراء، "أُجبروا على العمل في حقول (حتى في حصد القطن) تحت مراقبة الأحرار على صهوة جيادهم، في أوضاع شديدة الشبه بالأوضاع الموجودة قبل 150 عاما". ووصف التقرير القصص من منشأة يطلق عليها "أنغولا" بأنها "صادمة" وقال إنها ترقى إلى "أشكال معاصرة من العبودية".

ودق التقرير أيضا ناقوس الخطر إزاء تفشي فرض السجن الانفرادي، الذي ذكر التقرير أنه يُطبق على ما يبدو بصورة مبالغ فيها على السجناء ذوي الأصول الإفريقية.

وأضاف التقرير أن رجلا أسمر البشرة قال للخبراء إنه ظل مسجونا بشكل انفرادي 11 عاما متصلة.

وقال خوان مينديز، وهو أحد الخبراء: "تشير نتائجنا إلى وجود حاجة ماسة إلى إصلاح شامل".

وشكّل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اللجنة في 2021 بعد مقتل جورج فلويد، وهو رجل أسمر البشرة لقي حتفه بعدما أطبق ضابط شرطة ساقه على عنق جورج فلويد ملصقا إياها بالأرض.

واستند التقرير إلى شهادات من 133 شخصا في 5 مدن أميركية، بالإضافة إلى شهادات مجموعة من 5 مراكز اعتقال.

وتضمن التقرير قائمة بها 30 توصية للسلطات الأميركية، من بينها الدعوة إلى تشكيل لجنة جديدة لتعويض الأفراد من ذوي الأصول الإفريقية.

 

الرد الأميركي

أصدرت وزارة العدل الأميركية بيانا قالت فيه إنها "تلتزم بضمان معاملة جميع النزلاء باحترام وكرامة".

وأضافت الوزارة أنها "تدرس التقرير بعناية وسترد على التوصيات في الوقت المناسب".

 

يمثل تقرير خبراء الأمم المتحدة دعوة قوية إلى إجراء إصلاحات جذرية في منظومة العدالة الجنائية الأميركية.

ويأتي التقرير في وقت تتعرض فيه الولايات المتحدة لانتقادات متزايدة بسبب ممارسات النظام العدلي الجنائي، الذي يُنظر إليه على أنه يستهدف بشكل غير متناسب الأشخاص من ذوي البشرة السمراء.

وإذا كانت الولايات المتحدة جادة في التصدي للعنصرية في منظومة العدالة الجنائية، فإنها بحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لتنفيذ توصيات التقرير.


المصدر : الشفافية نيوز