تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا، مقطع فيديو يظهر أصواتًا غريبة وأضواء تنبعث من الموقع المتضرر من إعصار دانيال، والذي ضرب البلاد في أغسطس 2023.


ربط بعض المستخدمين تلك الأصوات بـ"الغيلان"، وهي من أنواع "الشياطين"، مؤكدين أنها ظهرت في مناطق ليبية عدة، بما فيها مدينة طرابلس غرب البلاد.

وانتشر الفيديو على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين الليبين، وأثار جدلا واسعا بينهم، كما ادعى البعض أن ظهور "الغيلان" في مدينة درنة شرق البلاد مرتبط بضحايا الفيضانات.

 

أدى انتشار الفيديو إلى إثارة الخوف والقلق بين السكان في مدينة درنة، ودفعهم إلى اتخاذ إجراءات احترازية، مثل تركيب كاميرات المراقبة في منازلهم، واستخدام أساور للحماية من "الغيلان".

 

من المهم أن يتأكد الناس من صحة المعلومات التي يتداولونها على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا يقعوا فريسة للشائعات.

 

مع رفع الأنقاض في مدينة درنة، لاحظ رجال اللواء 166 التابع للجيش وجود "دمى ملابس بيضاء"، معلقة بشكل مريب وسط الركام.

وأسفرت تحريات رجال الجيش بشأن هذه الملابس، عن التوصل لشخصين وراء هذه الدمى، حسب المسؤول في المكتب الإعلامي لدى اللواء 166 عقيلة الصابر.

 

واعترف المتهمان خلال التحقيق معهما، بصناعة الدمى وإشعال النار أمامها بين ركام المنازل، وافتعال أصوات وتصويرها على أنها "غيلان" بهدف نشر شائعات بين السكان.

 

والغيلان في الإسلام هي جنس من الشياطين، تتراءى للناس وتتلون لهم، وقال الإمام النووي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا تغولت لكم الغيلان فنادوا بالأذان".

وفي حديث آخر، نفى الرسول صلى الله عليه وسلم وجود الغيلان في الحقيقة، حين قال "لا عدوى.. ولا طيرة.. ولا غول"، واختلف الفقهاء، فهناك من رأى أن المقصد هو أن "الغول لا يظهر في شكل إنسان".

يمثل الكشف عن حقيقة شائعات "الغيلان" في درنة الليبية تطورًا مهمًا، حيث يؤكد ضرورة التأني قبل نشر أي معلومة على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا تتسبب في إثارة الخوف والقلق بين الناس.

 


المصدر : الشفافية نيوز