أشار مصدر سياسي إلى تفاقم الأزمة السياسية في لبنان مع سقوط ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية. حزب الله ما زال متمسكًا بترشيحه، وهذا يعيق تنفيذ انتخابات رئاسية. تداخلت الأزمة بين الأميركيين والإيرانيين والسعوديين والفرنسيين. قطر تبحث عن "خيار ثالث" وتسعى للتواصل مع القوى السياسية المحلية لبناء هذا الخيار. حتى إذا تم التوافق على اسم الرئيس المنتخب، ستبقى التحديات الكبيرة في تأليف الحكومة وإصلاح الاقتصاد.


 

تشهد لبنان حاليًا تصاعدًا في الأزمة السياسية، حيث أدى سقوط ورقة ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية إلى تعقيدات جديدة. يبدو أن تصاعد الأزمة ليس فقط نتيجة لعدم توافق الأفرقاء اللبنانيين بل وأيضًا تداخل الديناميات الإقليمية والدولية في الصراع اللبناني.

حزب الله، الذي يعد من أبرز الأطراف في الأزمة، يتمسك بترشيحه لفرنجية ويرفض التراجع عن هذا الخيار. هذا التصاعد يعرقل جهود تنظيم انتخابات رئاسية متوقعة منذ فترة طويلة ويزيد من التوترات السياسية في البلاد.

الجانب الدولي يلقي بظلاله أيضًا على الأزمة، حيث يبدو أن هناك تصاعدًا في الصراع بين القوى الإقليمية والدولية في لبنان. العلاقات المعقدة بين الولايات المتحدة وإيران تلعب دورًا كبيرًا في الأزمة، حيث لم تتمكن الجهود الدبلوماسية حتى الآن من التوصل إلى تفاهم يمكن أن يساهم في حل الأزمة.

من جهة أخرى، تبدو السعودية متقدمة في سباق التأثير على الأحداث اللبنانية. يرتبط دعمها المالي بشروط تتعلق بالإصلاحات الاقتصادية والمالية في لبنان. ومن غير المعلوم ما إذا كانت هذه الشروط ستتحقق وما إذا كان سيتم تقديم المساعدات المالية الضرورية لإنقاذ الاقتصاد اللبناني.

في هذا السياق، يلعب دورًا مهمًا الدور القطري. تسعى قطر إلى استطلاع أفق الحلول في لبنان وبناء "خيار ثالث" قد يسهم في تجاوز الأزمة. ومع ذلك، يبدو أن هذا الخيار ما زال في مراحله الأولى ويحتاج إلى وقت لتنميته وتطويره.

في النهاية، حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق على اسم رئيس جديد للبنان، ستبقى التحديات كبيرة أمام البلاد. تتضمن هذه التحديات تشكيل حكومة جديدة وتنفيذ إصلاحات اقتصادية هامة. يبدو أن المسار نحو استقرار لبنان ما زال طويلًا ومعقدًا، ويتطلب تعاونًا دوليًا وجهودًا داخلية كبيرة للتغلب على الأزمة الراهنة.


المصدر : وكالة أخبار اليوم