مصالح الشركات الأجنبية في لبنان: هل تتحكم في مصير البلاد؟
29-09-2023 08:03 PM GMT+03:00
بعدما تحولت الشركات الأجنبية، والشركات متعددة الجنسيات، والشراكات الاقتصادية، والاستثمارات، والطرق التجارية إلى أدوات في حروب واحتلالات جديدة بدلاً من الجيوش، يُطرح السؤال عما إذا كانت دول "الخماسية"، التي تتدخل في الشأن اللبناني، تضع مصالح شركاتها واستثماراتها في لبنان فوق مصلحة الشعب اللبناني.
ماذا يمكن للشعب اللبناني أن يستفيد من هذا التحالف؟ هل سيصبح لبنان بلد المصالح الأجنبية الكبيرة على حساب مصلحته الوطنية وسيادته؟
مثلاً، ترتبط حركة فرنسية تجاه لبنان بزيادة مصالح شركة "توتال إينرجيز". تعزز هذه الحركات أيضًا الجهود لتعزيز الفرانكوفونية. تتبع دول مجموعة "الخماسية" هذا النهج أيضًا، ولا يبدو أن هناك اهتمامًا حقيقيًا بحل سياسي للبنان إلا إذا كان ذلك مرتبطًا بمصالح شركاتهم وأعمالهم في لبنان.
هل ستستمر لبنان في أن يكون مكانًا لمصالح أجنبية تسيطر عليها طبقة سياسية فاسدة دون مراعاة لمصلحة الشعب اللبناني؟
يجب أن نتذكر ما حدث مع إلغاء دولة ناغورني كاراباخ مؤخرًا بسبب عدم قدرة سكان الإقليم على الدفاع عن أنفسهم وعدم وجود من يدافع عنهم. هل سيكون مصير لبنان مشابهًا إذا تم التفريط في مصالحه وسيادته وسيطرة الأجانب على مصيره؟
الشركة "توتال" أثبتت أهميتها من خلال تعزيز ترسيم الحدود، وهذا يظهر أن الشركات لها القدرة على التأثير على القرارات السياسية. ومع ذلك، ينبغي ألا ننسى أن هناك مصالح أخرى مشتركة بين الشعوب والدول يجب مراعاتها.
يتعين على اللبنانيين أن يكونوا حذرين ويعارضوا أي تفاهمات تضر بمصلحتهم وسيادتهم. يجب على الدولة أن تحقق مصلحة الشعب أولاً وأن تعمل على تعزيز سيادة لبنان في مواجهة المصالح الأجنبية.