في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية في لبنان، يواجه البلد تحديات كبيرة. فخلافات الحكومة مع مصرف لبنان تزيد من تعقيد الأزمة، كما أنَّ غياب التشريعات اللازمة لإصلاح الاقتصاد يعرقل عملية التعافي. ومن الضروري أن تتخذ الحكومة اللبنانية إجراءات عاجلة لحل هذه التحديات، وإلا فإنَّ الأزمة الاقتصادية ستتفاقم أكثر، مما سيؤدي إلى مزيد من المعاناة للشعب اللبناني.


يستمر الضغط في الشأن الاقتصادي اللبناني، من دون اتخاذ أي إجراءات قادرة على كبح جماح الأزمة التي تنذر بالأسوأ.

في هذا المجال، أشار الخبير المالي والاقتصادي نسيب غبريل إلى أنَّ "مصرف لبنان لن يفرط باحتياطه من العملات الأجنبية ولن يديّن الدولة، كما أنّه لن يشتري الدولارات من السوق الموازي إلاّ بما ندر ووفق الإحتياجات الضرورية بما يخص موضوع الرواتب".

ويأتي ذلك في ظل خلافات بين مصرف لبنان والحكومة اللبنانية حول كيفية تمويلها. فقد سبق لوزير المال يوسف خليل أن أعلن أنَّ "المالية" لديها ما يكفي لدفع رواتب القطاع العام حتى نهاية السنة، وهو "الأمر الذي علّق عليه حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري بالقول: دفعتم رواتب الموظفين بالدولار وهناك وزارات أخرى بحاجة إلى الدولار لتدبر شؤونها، فكيف يتدبرون أمورهم؟".

ويرفض مصرف لبنان منح الحكومة اللبنانية التمويل بالعملة الأجنبية، ويدعوها إلى اتخاذ إجراءات إصلاحية لتحسين أوضاعها المالية. فقد لفت غبريل إلى أنَّ "الضرائب التي تضمنتها موازنة ٢٠٢٤ أتت بناءً لتحذير مصرف لبنان، بفعل وجود واردات أساسية مهملة مثل مكافحة التهرب الضريبي وأزمة التهريب عبر الحدود، كما أنَّ هناك قوانين لم يتم تطبيقها بعد، بالإضافة إلى الأملاك البحرية والنهرية، ومحاسبة كلّ من ساهم في استنزاف مصرف لبنان".

كما أشار غبريل إلى أنَّ "ليس لدى مصرف لبنان اليوم تدفقات بالدولار من خلال القنوات الرسمية لتعزيز الاحتياط، حتّى السحوبات الخاصة من قبل صندوق النقد الدولي قد استنزفت ولم يبق سوى ٤٠ مليون دولار من أصل مليار و٨٠٠ مليون دولار".

وشدد غبريل على ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت، إذ إنَّ اعتبار مجلس النواب هيئة ناخبة في ظلّ الفراغ الرئاسي وغياب التشريع يؤخران عملية تنفيذ الإصلاحات.

وعن إمكانية التعويل على الغاز والنفط في حال تمّ اكتشافه للتخفيف من حدة الأزمة، أشار غبريل الى أنَّ "الاكتشاف يتطلب وقتاً كما تحويل الكميات إلى سيولة، وبذلك لا يمكن التعويل على هذا الأمر"، محذراً من لعنة الموارد الطبيعية في علم الاقتصاد كي لا يصاب لبنان بما حلّ في غانا عندما بدأت باستخراج النفط والغاز وقامت بهدر الأموال، إذ ها هي اليوم تفاوض صندوق النقد الدولي لمساعدتها على النهوض.


المصدر : الانباء الإلكترونية