يعتقد كثيرون أن لحزب الله أسبابًا عديدة للتواجد في محافظة عكار، حيث يسعى إلى تعزيز حضوره فيها بشكل دائم. صحيحٌ أن وجوده السياسي والإنمائي لا يزال فتياً، لكنّ المعطيات على الأرض تؤكد أنه باقٍ في هذه المنطقة ذات الغالبية السنّية ويتمدّد.


 

دخل حزب الله عكار بشكل واضح بعد ثورة 17 تشرين الأول 2019، حيث قدم المساعدات في المجالات الإنمائية والخدماتية، مثل توفير المازوت الإيراني، وتقديم المساعدات المالية لأهالي ضحايا انفجار خزان الوقود في التليل، وتأمين الطاقة الشمسية، والخدمات الصحية والإستشفائية.

يؤكد مرجع عكاري على أن أكثر الأسباب أهمية للتواجد في عكار هو الحدّ من نفور القوى السنّية من أدائه، ومن هذا المنطلق يحاول دخول هذه المناطق كي يصبح طرفاً مقبولاً لديها.

يؤكد مصدر من حزب الله أن وجوده في عكار إنمائي خدماتي بحت، ولا يريد توظيفه في السياسة ولا الإنتخابات النيابية أو البلدية.

من جهته، يؤكد الشيخ حسن الأكومي أن حزب الله قدم مساعدات في عدة قرى عكار، ولم يطلب مقابلها أي طلب أو حاول تجيير ذلك بالسياسة.

في السنوات الأربع الماضية، لم يتدخل حزب الله بشكل واضح في الاستحقاقات الانتخابية في عكار، ولم يستثمر قواعده فيها.

يعتقد البعض أن حزب الله يسعى إلى تغيير الهوية السياسية لعكار، بينما يعتقد البعض الآخر أن الأزمة الاقتصادية الأخيرة هي التي سمحت له بالتواجد في المنطقة.

 

يفرض حزب الله حضوره على الساحة العكارية بالخدمات، في زمن غاب فيه المستقبل ولم يقدم بهاء الحريري أي بديل. قد يكون هدف حزب الله استعادة حاضنة شعبية من طوائف أخرى، وقد يكون على حقّ في يقينه بأن حاضنة شعبية من طوائف أخرى تتقبّله وتحتضنه في وقت الشدّة أهم بكثير من نائب داعمٍ هنا أو رئيس بلدية مؤيدٍ هناك.


المصدر : نداء الوطن