أصحاب المحلات التجارية في زاهدان وتشابهار بإيران أعلنوا إضرابًا احتجاجيًا في الذكرى السنوية لـ "الجمعة الدامية" بعد تصاعد التوترات مع قوات الأمن الإيرانية التي اعتدت على المتظاهرين البلوش مرة أخرى. تم توجيه الاتهامات أيضًا لوسائل الإعلام البلوشية بنشر معلومات مضللة. الهجوم العنيف على المتظاهرين في زاهدان أسفر عن مقتل العديد وإصابة العشرات، بينهم أطفال، وأدى إلى اعتقال العديد من الأشخاص.


أفادت تقارير موثوقة نشرت في وسائل الإعلام المحلية والمواقع الإخبارية بوقوع أحداث استثنائية في زاهدان وتشابهار بإيران، حيث قام أصحاب المحلات التجارية بإعلان إضراب كبير تجاوبًا مع دعوات للتظاهر بمناسبة الذكرى السنوية لما أصبح يُعرف بـ "الجمعة الدامية" في زاهدان. جاء هذا الإضراب بعد يوم واحد فقط من تصاعد التوترات في المدينة بين قوات الأمن الإيرانية والمتظاهرين البلوش.

وقد أعلنت قناة "رصد بلوشستان" على تطبيق "التلغرام" عن هذا الإضراب ونشرت مقاطع فيديو توثق توقف الأنشطة التجارية في زاهدان وتشابهار. بالإضافة إلى ذلك، انضمت مدن أخرى في محافظة بلوشستان الإيرانية، مثل نوبنديان، إلى هذا الإضراب الواسع.

ووفقًا لتقارير "رصد بلوشستان"، حاصرت قوات الأمن الإيرانية الأماكن التي تم تجمع المتظاهرين فيها في زاهدان في محاولة لمنع التجمعات الاحتجاجية. كانت هذه التظاهرات تأتي في إطار الاحتجاج على الأوضاع السيئة في المنطقة وممارسات القوات الأمنية في الإقليم.

من الجدير بالذكر أنه في الأيام القليلة الماضية تم تداول دعوات للمواطنين في بلوشستان للتجمع والتظاهر في ذكرى "جمعة زاهدان الدامية". تجدر الإشارة إلى أن هذه الذكرى تعود إلى الأحداث التي وقعت في 30 سبتمبر (أيلول) 2022، حيث نظم مصلون احتجاجًا ضد اغتصاب فتاة بلوشية تبلغ من العمر 15 عامًا على يد قائد في جهاز الشرطة.

وفي ذلك الوقت، اندلعت مواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن الإيرانية، حيث قامت الأخيرة بإطلاق النار على المتظاهرين وأدت هذه الأحداث إلى مقتل العديد منهم وجرح العشرات، بما في ذلك الأطفال. وفي ضوء الأحداث الحالية، تم اعتقال العديد من الأشخاص.

من ناحية أخرى، اتهمت وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني وسائل الإعلام البلوشية بنشر معلومات مضللة، بما في ذلك تداول صور قديمة تهدف إلى إثارة مشاعر المواطنين.

في هذا السياق، زعمت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" أن الأوضاع في زاهدان كانت هادئة يوم الجمعة وأن أهالي المدينة شهدوا سلامًا تامًا خلال صلاة الجمعة.

وتُظهر هذه الأحداث الأخيرة استمرار التوترات في محافظة بلوشستان الإيرانية وتصاعد حدة الاحتجاجات ضد السلطات الإيرانية في المنطقة، مع تجدد الدعوات للتظاهر والاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية والسياسية في الإقليم.


المصدر : الشفافية