يقف لبنان على مسافة شهر من مرور عام على الشغور في سدة الرئاسة الأولى من دون أن يلوح في الأفق ما يدعو للتفاؤل بأن انتخاب رئيس للجمهورية أصبح وشيكاً.


وعلى الرغم من المبادرات الناشطة والمتعددة، لا يزال الشغور الرئاسي يصطدم بحائط مسدود، ولا يبدو في ضوء المعطيات المحلية أن هناك إمكانية لإحداث خرق في الملف الرئاسي.

فمن جهة، يسعى الثنائي الشيعي إلى فرض ترشيح رئيسه المقرب، سليمان فرنجية، على الرغم من رفض معظم الكتل النيابية الأخرى لهذا الترشيح.

ومن جهة أخرى، تسعى قطر إلى إيجاد مرشح توافقي من خارج المنافسة بين فرنجية وأزعور، لكنها لم تتمكن حتى الآن من إقناع الثنائي الشيعي بالتخلي عن فرنجية.

وعليه، فإن وقف ترحيل انتخاب الرئيس يبقى عالقاً على خشبة عدم نضوج الظروف الدولية والإقليمية لتسهيل إخراجه من التعطيل، بالتلازم مع انقطاع التواصل بين الكتل النيابية بحثاً عن الخيار الرئاسي الثالث.

الجهود القطرية

بذلت قطر جهوداً حثيثة للتوصل إلى حل وسط في الملف الرئاسي، حيث التقى مبعوثها إلى بيروت، جاسم بن فهد آل ثاني، بمختلف الكتل النيابية لاستطلاع آرائها حول الخيارات الرئاسية.

وطرح آل ثاني أسماء عدة من خارج المنافسة بين فرنجية وأزعور، من بينها قائد الجيش العماد جوزيف عون، والنائب نعمت أفرام، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري.

وسعى آل ثاني أيضاً إلى استمزاج رأي الثنائي الشيعي في حال عزوف فرنجية عن الترشح، لكن الثنائي رفض هذه الفكرة.

 

الظروف الإقليمية والدولية

يرى مراقبون أن الظروف الإقليمية والدولية تلعب دوراً في تعقيد الملف الرئاسي.

فحزب الله، الذي يدعم ترشيح فرنجية، يربط موافقته على الخيار الرئاسي الثالث بحصول إيران على مكاسب في المفاوضات غير المباشرة الجارية بين الولايات المتحدة وإيران.

وإذا لم تنجح إيران في تحقيق هذه المكاسب، فمن المرجح أن يستمر الشغور الرئاسي في لبنان.

 

السيناريوهات المحتملة

 فوز فرنجية في الانتخابات الرئاسية، وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً في ظل عدم وجود توافق على مرشح آخر.

انتخاب مرشح توافقي من خارج المنافسة بين فرنجية وأزعور، وهو السيناريو الأقل ترجيحاً، نظراً لصعوبة التوصل إلى توافق بين جميع الكتل النيابية.

 استمرار الشغور الرئاسي، وهو السيناريو الأكثر سلبية، حيث سيؤدي إلى تعميق الأزمة السياسية في لبنان.

 

يدخل لبنان في مرحلة حاسمة من تاريخه السياسي، حيث يواجه خطر الانزلاق إلى أزمة سياسية أعمق إذا لم يتم انتخاب رئيس جديد في أقرب وقت ممكن.


المصدر : الشرق الاوسط