يشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة صيدا في جنوب لبنان، استقراراً نسبياً بعد انتشار القوة الأمنية المشتركة في النقاط التي انتشرت فيها أخيراً، وخروج المسلحين التابعين لحركة فتح والجماعات الإسلامية المتشددة.


أكد قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة داخل عين الحلوة، اللواء محمود العجوري، أن كل الخطوات تمت بسلاسة وبهدوء، وقد تم الانتشار في كل النقاط التي حددتها القوى السياسية.

وإذ تحدث العجوري عن دمار كبير داخل المدارس، نفى أن تكون القوة التي يرأسها كُلفت بأي مهمة مرتبطة بموضوع تسليم المطلوبين، أو أن تكون لديه أي معلومات لجهة خروج مطلوبين باغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء محمد العرموشي ومرافقيه، من عين الحلوة إلى سوريا.

وتردد في الساعات الماضية أن 3 من المتهمين غادروا المخيم إلى سوريا، من دون صدور أي تأكيد رسمي في هذا الخصوص.

وقالت مصادر فتح من داخل عين الحلوة: "قرار الحركة واضح بعدم التراجع عن مطلب تسليم القتلة... وكل ما يتردد عن خروج 3 منهم إلى سوريا غير صحيح، وإن كنا لا نستبعد لجوء المتطرفين لتهريبهم أو إخفائهم والقول إنهم هربوا".

ولطالما يلجأ المطلوبون في المخيم، باعتبار أن شارعين فيه تحولا منذ سنوات إلى بؤر للمطلوبين للسلطات اللبنانية لأي جنسية انتموا، للهروب منه لفترة، وبخاصة باتجاه سوريا، لتفادي أي ملاحقة من قبل القوى الفلسطينية (لأنه لا وجود للجيش والقوى الأمنية اللبنانية داخل المخيمات) في فترات تعد دقيقة، قبل أن يعودوا إليه بعد سنوات.

 

ويصف غسان أيوب، عضو هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، كل الخطوات التي حصلت منذ وقف إطلاق النار حتى اليوم بـ"التمهيدية للخطوة الكبيرة والأساسية المنتظرة، ألا وهي تسليم المطلوبين"، نافياً وجود أي "اتفاق فلسطيني - فلسطيني أو فلسطيني - لبناني على إخراج المطلوبين إلى خارج المخيم أو خارج لبنان".

ويضيف: "ليس هناك مواعيد معينة للتسليم، كما أنه بنفس الوقت لا مواقيت مفتوحة"، عادّاً أن "الموقف الفلسطيني الموحد والموقف اللبناني الداعم يشكلان إشارتين إيجابيتين يمكن أن ينتج عنهما تسليم القتلة".

ومن المرتقب أن تجتمع "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" قريباً لتقييم الخطوات التي اتُّخذت هذا الأسبوع واتخاذ قرار بالخطوات المقبلة. كما يُتوقع أن يترافق ذلك مع استلام "الأونروا" تجمع المدارس لتقييم الأضرار والبدء بالإصلاحات اللازمة لإطلاق العام الدراسي الذي كان يفترض أن يبدأ هذا الأسبوع، ولو متأخراً، وخاصة أن ما حصل يهدد بوقف تعليم أكثر من 11 ألف طفل فلسطيني.

 

يُعد استقرار الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة أمراً ضرورياً لعودة الحياة إلى طبيعتها في المخيم، وضمان سلامة سكانه. ومع ذلك، لا يزال هناك تحديات كبيرة تواجه إنجاز الخطوة الأهم، وهي تسليم المطلوبين باغتيال اللواء العرموشي.

ويُتوقع أن تستمر الضغوط على الفصائل الفلسطينية والقوى الأمنية اللبنانية لدفعهما إلى إنجاز هذه الخطوة، خاصة في ظل الموقف اللبناني الداعم لها.


المصدر : الشرق الاوسط