انتهت انتخابات المجلس الإسلامي الشرعي في لبنان، الأحد، بأجواء تنافسية هادئة لم تخلُ من السياسة، وانتهت بفوز ما عرفت بـ«اللوائح التوافقية» التي شُكّلت في معظمها بدعم من أبرز الأفرقاء السياسيين.


وحصل توافق في بيروت على اللائحة التي تشكَّلت مدعومةً من معظم المرجعيات السياسية بمن فيها «تيار المستقبل»، لكن ذلك لم يمنع التنافس مع مرشحين آخرين اختاروا خوض المعركة ضدها سعياً لخرقها، وقد نجحوا بذلك عبر مقعدين.

وفي الشمال، حيث قرَّر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عدم التدخل بالانتخابات، لم يتم التوافق على العضو الذي يمثل عكار، وخاض 4 مرشحين المعركة، بينما تم التوصل في طرابلس إلى لائحة شبه توافقية مؤلفة من 7 أعضاء تحظى بدعم معظم الجهات السياسية الفاعلة في المنطقة، بينما قرر 12 مرشحاً خوض المعركة دون لوائح وبتحالفات منفردة. وعلى غرار بيروت أيضاً، خرق مرشحان منفردان اللائحة التوافقية.

ويصف مصدر مطلع على الجهود التي بُذِلت قبل الانتخابات، اللوائح التي تم التوصل إليها بأنها «ترضي جميع الأطراف السنّة، الدينية منها والسياسية». ويرى المصدر أن الطائفة السنية تكون قد تجاوزت 3 امتحانات أساسية، أولاً انتخابات المفتين التي لم تحصل منذ عقود وأُنجزت قبل أشهر قليلة، ومن ثم التمديد للمفتي دريان حيث كان هناك خطر للفراغ في هذا الموقع، واليوم انتخابات المجلس الشرعي.

 

وعلى الرغم من فوز اللوائح التوافقية، إلا أن هناك من يرى أن هذه الانتخابات تمثل رغبة في التغيير في الطائفة السنية، حيث خرق مرشحان منفردان اللائحة التوافقية في بيروت وطرابلس. كما أن هناك من يرى أن هذه الانتخابات تمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون بين الطائفة السنية والسلطات اللبنانية، حيث تم التوصل إلى توافق على تشكيل مجلس شرعي جديد في ظل حكومة تصريف الأعمال.

تعكس انتخابات المجلس الإسلامي الشرعي في لبنان رغبة في التغيير في الطائفة السنية، حيث خرق مرشحان منفردان اللائحة التوافقية في بيروت وطرابلس. كما أن هناك من يرى أن هذه الانتخابات تمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون بين الطائفة السنية والسلطات اللبنانية، حيث تم التوصل إلى توافق على تشكيل مجلس شرعي جديد في ظل حكومة تصريف الأعمال.

وفيما يتعلق بخروقات اللوائح التوافقية، فهذا يدل على أن هناك أصواتاً في الطائفة السنية تطالب بمزيد من التمثيل والمشاركة في صناعة القرار. كما أن هذا الأمر يفتح الباب أمام منافسة أكثر حدة في الانتخابات المقبلة، سواء كانت انتخابية أو إدارية.

أما فيما يتعلق بالتعاون بين الطائفة السنية والسلطات اللبنانية، فهذا يدل على أن هناك رغبة في تحسين العلاقة بين الجانبين، خاصة في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان. كما أن هذا الأمر يفتح الباب أمام تعاون أكثر فاعلية في مواجهة التحديات التي تواجه لبنان.

وبشكل عام، يمكن القول أن انتخابات المجلس الإسلامي الشرعي في لبنان تمثل خطوة إيجابية في مسار التغيير في الطائفة السنية.


المصدر : الشرق الاوسط