أعلنت المملكة المتحدة اليوم الاثنين عن توقيع عقود بقيمة 4 مليارات جنيه إسترليني (4.8 مليار دولار) لتمويل مرحلة جديدة من مشروع الغواصات الهجومية النووية. ويأتي هذا المشروع ضمن تحالف عسكري بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة يسمى "أوكوس"، والذي يهدف إلى مواجهة الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.


 

 

كشف قادة التحالف الرباعي عن المشروع المشترك للغواصات في مارس من هذا العام، في صفقة تقضي بأن تستبدل أستراليا غواصاتها التي تعمل بالديزل بغواصات نووية لها قدرة أكبر على التخفي والمدى. وتتضمن الخطة شراء أستراليا لغواصات نووية أمريكية، ثم بناء نموذج جديد بتقنية أمريكية وبريطانية.

وأشاد رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك بهذه الصفقة، قائلا إنها "أهم اتفاق دفاع متعدد الأطراف لأجيال".

وقالت شركة بي إيه إي سيستمز البريطانية، إن التجهيزات العسكرية البريطانية سترفع الاستثمار "العمل التطويرى حتى عام 2028"، و"سيرفع عدد التوظف إلى أكثر من 5000 شخص" في موقعها في بارو-إن-فورنس في شمال إنجلترا. ومن المقرر تسليم أول نماذج من هذه الغواصة في أواخر الثلاثينات من هذا القرن.

 

ردود فعل متباينة

أثار مشروع الغواصات النووية "أوكوس" ردود فعل متباينة على الصعيد الدولي، حيث رحبت بعض الدول بالتحالف كخطوة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بينما انتقدته دول أخرى باعتباره تصعيدا للتوترات وانتهاكا للقانون الدولي.

من بين الدول التي أبدت تأييدها للتحالف، نجد اليابان والهند وكوريا الجنوبية والفلبين وسنغافورة وإسرائيل، التي رأت فيه فرصة لتعزيز التعاون مع حلفائها في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.

بينما، اعترضت فرنسا والصين وإيران وروسيا ونيوزيلندا، التي اعتبرته تهديدا للسلام والأمن والحرية في المحيطات، وانتقضاضا على سيادة الدول وحقوقها في استخدام الطاقة النووية بشكل سلمي.

وكان أبرز رد فعل سلبي من فرنسا، التي شعرت بالخيانة من قبل حلفائها، خصوصا أستراليا التي ألغت صفقة سابقة لشراء غواصات فرنسية بقيمة 40 مليار دولار.

وسحبت فرنسا سفيريها من واشنطن وكانبرا، وطالبت بإجراء حوار استراتيجي مع شركائها في "أوكوس" لإعادة بناء الثقة.

 

الأهمية الاستراتيجية للمشروع

يُعد مشروع الغواصات الهجومية النووية "أوكوس" خطوة مهمة في تعزيز التعاون العسكري بين الدول الثلاث، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

تتمتع الغواصات النووية بالعديد من المزايا مقارنة بالغواصات التقليدية، بما في ذلك القدرة على التخفي والمدى والبقاء في البحر لفترة أطول. كما أنها أكثر موثوقية وأقل عرضة للكشف عنها.

يُعتقد أن مشروع "أوكوس" سيعزز قدرات أستراليا على حماية مصالحها في المنطقة، ويساعد على ردع الصين عن أي عدوان محتمل.

 

من المتوقع أن يكون لمشروع الغواصات الهجومية النووية "أوكوس" آثار كبيرة على الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

من ناحية، سيعزز المشروع التعاون العسكري بين الدول الثلاث، ويخلق تحالفًا قويًا قادرًا على مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.

من ناحية أخرى، قد يؤدي المشروع إلى تصعيد التوترات في المنطقة، حيث يرى بعض الدول أن الغواصات النووية تمثل تهديدًا لاستقرار المنطقة.

من المرجح أن تستمر النقاشات حول مشروع "أوكوس" في المستقبل القريب، حيث تسعى الدول الثلاث إلى إقناع الآخرين بفوائد المشروع، وتخفيف مخاوف الدول التي تعارضه.


المصدر : الشفافية نيوز