اليورو يفقد بريقه في المدفوعات العالمية تدهورت حصة اليورو في المدفوعات العالمية إلى أدنى مستوى في تاريخها، حيث بلغت 23.2% في أغسطس. يرجع هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، منها تدهور الوضع الاقتصادي في أوروبا، وزيادة قوة الدولار الأمريكي، والتوترات السياسية والجيوسياسية، وتحسن الليرة التركية. يثير هذا التراجع مخاوف بشأن مستقبل اليورو كعملة عالمية، ويدعو الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات لتحسين أداء الاقتصاد واستقرار العملة الأوروبية.


شهد اليورو، العملة الأوروبية الموحدة، انخفاضًا تاريخيًا في حصته في المدفوعات والتعاملات المالية العالمية، حيث وصلت إلى أدنى مستوى في تاريخها. وفقًا لبيانات منظومة "سويفت" للتحويلات المالية حتى نهاية أغسطس، بلغت حصة اليورو في التعاملات الدولية 23.2 بالمئة، مسجلة انخفاضًا بنسبة 1.2 نقطة مئوية مقارنة بشهر يوليو السابق.

هذا الانخفاض يشكل إشارة بارزة إلى تحديات اقتصادية قد تواجه منطقة اليورو في الفترة القادمة، ويثير تساؤلات حول الأسباب والتداعيات المحتملة لهذا التطور.

تظهر الأسباب الرئيسية لهذا التراجع في حصة اليورو في المدفوعات العالمية كما يلي:

1. **تدهور الوضع الاقتصادي:** يعاني الاتحاد الأوروبي من آثار تدهور الوضع الاقتصادي العالمي بسبب جائحة كوفيد-19. تراجع النمو الاقتصادي وزيادة البطالة أثرا سلبًا على قوة الاقتصاد الأوروبي وبالتالي على قوة العملة الأوروبية.

2. **زيادة قوة الدولار:** ارتفعت حصة الدولار الأمريكي في المدفوعات العالمية بنسبة 1.57 في المائة لتصل إلى 48.03 في المائة. هذا يعكس قوة الدولار كعملة عالمية والثقة المتزايدة فيها خلال الفترة الأخيرة.

3. **التوترات السياسية والجيوسياسية:** تزايدت التوترات السياسية والجيوسياسية في مناطق مثل أوكرانيا والشرق الأوسط، مما دفع العديد من المستثمرين والجهات الاقتصادية إلى اللجوء إلى الدولار كوسيلة للتحوط والحفاظ على استقرارهم المالي.

4. **تحسين الليرة التركية:** شهدت الليرة التركية تحسنًا ملحوظًا بفضل سياسات اقتصادية أكثر استقرارًا وارتفاع أسعار الفائدة. هذا التحسن دعم الاستخدام المحلي للعملة التركية وتراجع الاعتماد على اليورو.

5. **عوامل أخرى:** تأثرت حصة اليورو أيضًا بعوامل أخرى مثل السياسات النقدية والتضخم في منطقة اليورو، والتحديات التجارية الدولية، وتقلبات أسواق الأسهم.

هذا التراجع في حصة اليورو يلفت الانتباه إلى ضرورة تبني الاتحاد الأوروبي لإجراءات اقتصادية ونقدية فعالة لتحسين أداء الاقتصاد واستقرار العملة الأوروبية في السوق العالمية. وعلى الصعيدين المحلي والعالمي، من المهم مراقبة تطورات العملات وتقلباتها وفهم التأثيرات المحتملة على الاقتصادات والأسواق المالية.


المصدر : الشفافية نيوز