جهود الموفد القطري لتنفيذ المبادرة القطرية في لبنان تواجه تحديات بسبب تصعيد جبران باسيل وحزب الله، فضلاً عن الأوضاع الإنسانية والسياسية المتأزمة في البلاد.


جهود الموفد القطري الأمني، أبي فهد، لا تزال مستمرة في لبنان، حيث يقيم في بيروت بهدف تنفيذ وإنضاج المبادرة القطرية. وفي هذا السياق، تصاعدت التصريحات والتصعيد من قبل النائب جبران باسيل، الذي رفع سقف المواجهة مع سليمان فرنجية وقائد الجيش، مما يشكل استهدافًا واضحًا لمبادرة الدوحة.

تُظهر مصادر مسيحية معارضة أن تصعيد باسيل مدروس ومنسق مع "حزب الله"، وهو يهدف إلى زيادة المطالب والبدائل المتوقعة من أي تفاهم مع القطري على مرشح ثالث. ويعتبر البعض أن هذا التصعيد يُعبِّر عن رفض باسيل لأي تسوية تتم دون تدخل أميركي-إيراني وبدون تحقيق مكاسب قطر لإيران.

من ناحية أخرى، يرى "حزب الله" أن المبادرة القطرية لا يمكن أن تُقبل إلا إذا كان هناك حلاً أميركياً-إيرانياً، ويُطالب بأن يكون أي اتفاق مع القطريين من خلاله. وترى حارة حريك، التي يُفترض أن تمثل موقف "حزب الله"، أن لا تسوية يمكن أن تتم دون حلاً أميركياً-إيرانياً ودفع قطر لإيران ثمناً. وتُظهر هذه المواقف أيضًا تدخلاً محتملاً من "حزب الله" للتأثير على القرارات والمسارات.

إلى جانب ذلك، طالب جبران باسيل بضرورة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم بغض النظر عن التكلفة، وأكد على ضرورة انتخاب رئيس يكون ملتزمًا بالدستور ولا يتبع محورًا أو مسيرة.

فيما يتعلق بالوضع الإنساني في لبنان، تعرض البلاد لسيول وفيضانات نتيجة هطول الأمطار، مما أدى إلى غمر العديد من الطرق والشوارع وحصر بعض المواطنين داخل سياراتهم ومنازلهم. وقامت فِرَق الدفاع المدني بسحب سيارتين وإنقاذ مواطنين علقوا فيهما بسبب تجمع المياه. وشهدت بعض المناطق تضررًا كبيرًا بسبب الفيضانات، مما أثر على حياة السكان وتنقلهم.

فيما يتعلق بملف النازحين السوريين، يعمل وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب على ترتيب زيارة إلى سوريا لبحث إمكانية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم. ويعتقد بوحبيب أنه من الصعب تحقيق عودة النازحين دون دعم دولي وسوريا ليست مستعدة لتحمل التكاليف اللازمة. على العكس، يرى وزير المهجري

ن عصام شرف الدين أن بوحبيب وغيره من المسؤولين "خانعون" ومتواطئون في هذا السياق، ويتهمهم بالتآمر والاستسلام.

تجددت هذه الأزمات والتصاعدات في لبنان في ظل جهود مكثفة تُبذل للتوصل إلى حلول للأزمة السياسية والاقتصادية المتفاقمة في البلاد.


المصدر : جنوبي