روسيا والصين تبحثان عن حل لمشكلة النازحين السوريين في لبنان، حيث يمكن أن يكون هؤلاء النازحون فرصة لزيادة عدد السكان في البلدين.


منذ فترة طويلة قبل بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، كان من الواضح أن روسيا تعاني من أزمة ديموغرافية. تسعى روسيا إلى زيادة عدد سكانها لأسباب اقتصادية وعسكرية. تحتاج روسيا إلى آلاف المقاتلين ضمن قواتها المسلحة، وهذا أصبح أكثر وضوحًا بعد بدء الحرب. يبدو أن روسيا تمنح الجنسية الروسية كجائزة لأي أجنبي مستعد للمشاركة في القتال في أوكرانيا تحت العلم الروسي.

من ناحية أخرى، تواجه الصين تحديات كبيرة فيما يتعلق بتفاقم مشكلة شيخوخة سكانها وتأثيرها على الاقتصاد والأمن. تعمل الصين على زيادة معدلات الولادة والتصدي لهذه التحديات الديموغرافية. وفي هذا السياق، يمكن أن تكون السوريين النازحين فرصة لزيادة عدد السكان في الصين.

في لبنان، يعاني البلد من أزمة نازحين سوريين وضغوطٍ كبيرة تفرضها وجود هذا العدد الكبير من النازحين على البنية التحتية والخدمات العامة. ولذلك، تقدم السلطات اللبنانية بيانات تحذيرية متكررة إلى أوروبا بخصوص تأثير هذه الأزمة على الأمن والاقتصاد. يمكن أن تستفيد روسيا والصين من هذه الفرصة للمساهمة في حل مشكلة النازحين السوريين في لبنان.

من الجدير بالذكر أنه لا يمكن لأي دولة (حتى الغرب) أن تمنع أي سوري من الانتقال إلى روسيا أو الصين إذا كان لديهم الرغبة في ذلك بشكل قانوني. يمكن لروسيا والصين فتح أبواب سفاراتهما في لبنان للتفاوض حول تحديد عدد النازحين السوريين والتفاصيل الأخرى لنقلهم إلى بلديهما بشكل شرعي.

مصادر مطلعة تشير إلى أن السوريين قد يكونوا مستعدين للانتقال إلى روسيا أو الصين بحثًا عن حياة أفضل. من الممكن أن تكون هذه الفرصة مفيدة اقتصاديًا وربما عسكريًا لروسيا والصين. ستسهم هذه الخطوة في تقليل موجات الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من الشواطئ اللبنانية وستجعل نقل الراغبين في العيش في الصين أو روسيا عملية شرعية وشفافة.

ومع ذلك، هناك عوامل تعيق نجاح هذه الفكرة، بما في ذلك عدم جاذبية روسيا والصين كوجهة للنازحين السوريين. ليس كثيرون من السوريين مستعدين للانتقال إلى هذين البلدين، وذلك بسبب عدم جاذبيتهما الثقافية والاقتصادية. وبالإضافة إلى ذلك، قد تعتبر روسيا والصين عملية تجنيس السوريين خطوة جاذبة للمزيد من النازحين.

بالمجمل، يمكن لروسيا والصين أن تكونا جزءًا من حلاً لمشكلة النازحين السوريين في لبنان إذا رغبتا في ذلك. يمكن للسلطات اللبنانية والروسية والصينية التعاون لتحقيق هذا الهدف وتبادل المعلومات اللازمة. ستسهم هذه الجهود في تقليل موجات الهجرة غير الشرعية وجعل عم

لية نقل الراغبين في العيش في الصين أو روسيا عملية شرعية وشفافة.


المصدر : Akhbar Al Yawm