كتبت يولا الهاشم في "المركزية": على الرغم من تورُّط روسيا في الحرب الأوكرانية، إلا أنها تظل لاعبًا رئيسيًا على الساحة الدولية، وتلاحظ المجتمع العالمي حركاتها ومواقفها تجاه الأزمات الدولية والإقليمية. إذا كانت هناك تعقيدات وتشعبات في الملف اللبناني، كيف تنظر روسيا إلى هذه القضية وما هي وجهة نظرها بشأن حلها؟


 

مصادر موثوقة مطلعة على الموقف الروسي تؤكد لصحيفة "المركزية" أن روسيا تعتقد أن اللبنانيين يجب أن يقوموا بالحوار بين أنفسهم للعثور على نقاط مشتركة بشأن انتخاب رئيس للجمهورية. يتضح من خلال تاريخ لبنان أن الاستقرار لا يمكن تحقيقه دون تحقيق التوافق بين الأطراف المختلفة، وعلى اللبنانيين أن يتواجدوا معًا ويجروا حوارًا شاملاً لضمان عدم تعثر الأمور لاحقًا في الحكومة أو في أي مكان آخر. وفي رأي روسيا، ما يحدث في لبنان يعود إلى عدم التوافق على الأهداف الكبرى، حيث لا يمكن تقديم تقدم حقيقي ما لم يتم التوافق على هذه القضايا الأساسية، مثل انتخاب رئيس وتشكيل حكومة فاعلة.

وتشير المصادر إلى أن روسيا تطالب بسرعة انتخاب رئيس للجمهورية يكون لديه القدرة على الحوار مع جميع الأطراف وعلاقات مع اللاعبين المؤثرين في لبنان. هذا يمكن أن يسهم في الوصول إلى حل وإخراج البلاد من أزمتها. فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، تعتقد روسيا أن الحل يكون من خلال الحكومة، لذلك من المهم أن يكون رئيس الحكومة ذو تجربة اقتصادية.

وترى روسيا أن هناك قضايا أخرى يجب معالجتها في لبنان، مثل مسألة النازحين والأوضاع المالية والاقتصادية، والتي تتطلب وجود رئيس جمهورية وحكومة فعّالة وبرلمان نشط.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر روسيا أن التدخل الخارجي يعيق الحل في لبنان، ولذا تؤيد عملية الحوار والتوافق بين اللبنانيين بدلاً من محاولة الالتفاف على الشؤون الداخلية اللبنانية بواسطة الدول الأجنبية. ترى روسيا أن كل دولة تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة، ولهذا السبب ترفض أي تدخل خارجي في شؤون لبنان.

وتشير موسكو أيضًا إلى أن اختلاف وجهات نظر دول اللجنة الخماسية يعيق التقدم في لبنان، وأن الخلافات الداخلية لا تكفي لحل المشاكل. فيما يتعلق بمسألة النازحين، ترى روسيا أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة يجب أن يقدموا المساعدة لعودة النازحين إلى سوريا على أرض سورية بدلاً من البقاء في لبنان. وترفض روسيا مساعدة النازحين فقط في لبنان أو دول أخرى، معتبرة أن هذا يعيق عملية عودتهم.

أخيرًا، تعتبر روسيا أن قانون قيصر يعيق عملية عودة النازحين، وتنتقد الدول العربية التي تعاونت مع النظام السوري في هذا السياق. كما تلوم النظام السوري أيضًا لعدم إجراء تغييرات كافية وعدم التعاون في مسألة اللجنة الدستورية، مما يثير شكوك النازحين بشأن العودة.


المصدر : المركزية