كتبت لارا يزبك في "المركزية": بدلاً من إعلانه في خطابه الأخير أنه سيتواصل مع حليفه بشار الأسد مباشرة وشخصيًا ليطلب منه التعاون مع لبنان في مجال ضبط تدفق النازحين إلى أراضيه عبر طرق غير شرعية، خاصةً وأن قوات النظام السوري تتواجد في المنطقة وتتجاهل هذا التحرك، قرر الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، التنصل من مسؤولية تقع عليه في هذا الملف. واقترح بدلاً من ذلك نقل النازحين عبر البحر إلى أوروبا وتشريع وتغطية هذه العمليات رسميًا، معتبرًا أن هذه الوسيلة ستجبر الأوروبيين على التدخل لصالح لبنان والتعاون معه في قضية النزوح.


 

وفقًا لمصادر سياسية معارضة، يعتبر ما قام به نصرالله هروبًا إلى الأمام ومحاولة لرفع شعار شعبوي بدلًا من التصدي للمسؤوليات الوطنية. ويرى البعض أن هذا التصعيد، مثل إرسال المهاجرين عبر البحر إلى أوروبا، قد يعرض لبنان لعقوبات لا يمكنه تحملها.

وما يلفت الانتباه أيضًا هو أن نصرالله يبدو حريصًا على استخدام هذا الملف لصالح حليفه الأسد أكثر من اهتمامه بمصلحة لبنان العليا. يعتبر أن وقف حركة النزوح من سوريا يتطلب معالجة السبب الرئيسي والمتمثل في الأزمة الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تسببت فيها العقوبات الأميركية والغربية المفروضة على سوريا. ويعتقد أن هذا يجب أن يكون هو الهدف الرئيسي للتصدي لتدفق النازحين.

ويتساءل البعض عما إذا كان استخدام نصرالله لهذا الملف سيكون أكثر فائدة للأسد من التصدي للتحديات الوطنية للبنان. وهل سيكون أفضل بالنسبة للبنان أن يتم تشديد الضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات سريعة وفعالة للتعامل مع هذه القضية الحيوية بدلاً من توجيه اتهامات جزافية للجيش؟ وكيف سيؤثر هذا السلوك على العلاقات الدولية للبنان؟


المصدر : المركزية