لا بد من خطة إنقاذية تعيد للدولة الهيبة وللقانون الإحترام وللمواطن الثقة، وعليه يجب وضع استراتيجية تبنى على أسس موضوعية، تنطلق من تطبيق الدستور بكل مواده، لا سيما فرض سيادة الدولة على كامل أراضيها، وحصر السلاح بيدها ومرجعتيها في قرار الحرب والسلم، وإرساء أسس النظام الديمقراطي، وأهمها مبدأ تداول السلطة، واحترام الإرادة الشعبية في الإنتخابات النيابية، لجهة إعادة تكوين السلطة وتشكيل الحكومات.


 

 لا يمكن لأي استراتيجية النجاح إلّا إذا راعت المبادئ التالية:


أ – وحدة القيادة
ب – نسبة الوسائل للهدف
ج – الحصيل الأقصى للوسائل باتجاه الهدف الأساسي.

لا يمكن لتكتيك فاشل أن يحقق أهداف استراتيجية .

 


  بعد تحقيق أي هدف استراتيجي من الضروري استغلال النجاح

 مرّ لبنان بظروف مؤاتية عديدة لبناء دولة القانون والحق, لم تستغل من قبل القيمين على الأكثرية النيابية عامي 2005 – 2009، محاولين عن حسن نية الإتيان بحزب الله إلى الملعب اللبناني غير مدركين استحالة ذلك، والأخطار المحدقة على المدى المتوسط والبعيد في حال سيطر المشروع الإيراني على القرار اللبناني .
يتكون المشروع الاستراتيجي من مرحلتين :
1 – تحضيري
2 – تنفيذي


عنوان المرحلة الأولى : خريطة طريق تهدف إلى عزل تأثير سلاح حزب الله على  القرار التنفيذي للحكومة اللبنانية.
 يخضع لبنان لمشروع إيراني من مرحلة واحدة وضع من قبل جنرالات الحرس الثوري الإيراني ينفذ في لبنان تحت إشرافهم من قبل حزب الله بهدف السيطرة على القرار , من خلال ميليشيا إرهابية مسلحة ومنظمة, فوق القوانين , أقامت دولة مستقلة على أنقاض الدولة الشرعية تحت حجة حماية لبنان من الأطماع الإسرائيلية .


 – وسائل السياديين:
   أ – النسبة الأكبر من الشعب اللبناني ومن جميع الفئات ضد وجود سلاح غير شرعي.
  ب – مناطق حزب الله الجغرافية محدودة مبدئياً ويحاول بشتى الوسائل التمدد إلى باقي المناطق بواسطة سرايا المقاومة وتحالفات أخرى .
  ج – نقطة اعوراره الأساسية أنه لا يملك مشروع تنموي, فبعد سيطرته على القرار إنهار لبنان إقتصادياً وأصبح بعزلة دولية وعربية خانقة .
  د – يصنّف حزب الله من أغلبية الدول الفاعلة عربيا"ً ودولياً كحزب إرهابي .
 هـ - واضح في إنتمائه الإيراني بعد عدّة تصاريح وخطابات من أمينه العام.
 و – يمكن اتهامه بالعمالة جهاراً .
 ز – مدان دولياً باغتيال الحريري .
 ح – يمكن الإستعانة بلوبي إغترابي سيادي فعاّل في دول القرار العربي والدولي .


 – العوائق:
العائق الأساسي لبناء دولة القانون والحق المزدهرة هو وجود حزب الله بسلاحه غير الشرعي الذي يمنع كل مشروع لا يتوافق مع مشروعه الإيراني التالية وأفعاله المعيقة .
أ – لا يخشى اغتيال الشخصيات المزعجة له .
ب – لديه موارد غير شرعية كبيرة تكفي عناصره المنتسبين شر العوز .
ج – مدعوم دعماً كاملاً من محور الممانعة.
د – بتوجيه من القوى السياسية الحاكمة المسيطر عليها من قبله هناك تقاعس كامل من القوى الأمنية لمواجهة أعماله الإجرامية. كما أنه يسيطر على بعض الأجهزة الأمنية من خلال ضباط يدينون له بالولاء .
هـ - سيطر على القضاء. كل أعماله الإجرامية غير مدانة.
و – يعمل دائماً للسيطرة على المجلس النيابي إن من خلال فرض رئيسٍ عليه متحججاً بصيغة مزورّة بين الطوائف والتي بالأساس هي بين الأديان. أو بفرض قانون انتخابي أعوج يعطيه أكثرية . أو باغتيال بعض النواب لقلب الأكثرية لصالحه. لأنه يعلم جيداً أن أكثرية جريئة وفاعلة مناوئة له في مجلس النواب هي مقتله.
ز – يضغط في المناطق المسيطر عليها ممثلي الشعب – نواب – رؤوساء وأعضاء بلدية – مناسبين لسياساته بالترهيب والترغيب دون أي تدخل من قبل الدولة .
ح – يستغل عدم إنتاج المعارضة مشروع مواجهة , كما أنه يسعى دائماً إلى تفتيتها بتعدد أهدافها. ويفرقها بالشعارات الرنانة لإضعاف وسائلها . شعار كلن يعني كلن .
ط – يستغل إعتراف القوى السيادية بكذبة التحرير وانتصار تموز وكمين أنصارية ... ومواجهة داعش لتعزيز سيطرته على القرار ثمناً لتضحياته الكادبة .
ي – يبث دعاية تيئيسية بأن سلاحه عصي على الداخل اللبناني ويجب انتظار حل دولي واقليمي له .
ك – يطمأن إلى خطاب المعارضة بأنها لن تسعى إلى المواجهة المسلحة .
م – لا يقيمون وزناً لأي عائق أخلاقي أو مواثيق أو أي بند من اتفاق سبق أن وافقوا عليه إذا تعارض مع مصالحهم. مما يؤكد أن وظيفة الحوار هي لكسب الوقت لمزيد من السيطرة .


_ المهمّة: 
  وحدة المشروع والهدف
نيل أكثرية نيابية موحدة مواجهة للمشروع الإيراني .
 جرأة في الخطاب السياسي المواجه.


_فكرة التنفيذ:
 الإفادة من الوسائل الداخلية والعربية والدولية والإغترابية لتتناسب مع حجم الهدف واستعمالها بفعالية قصوى.
 امتناع الشعب اللبناني المخدوع مراّت عدّة بجدية مشروع المواجهة.
 الاستفادة من فعاّلية الإعلام .


_ التنفيذ:
لانتخابات الرئاسية: عدم التركيز فقط على مواصفات رئيس الجمهورية, فالمواصفات تتبدّل تحت الضغوط وتحت وسائل الترغيب بل التركيز على شروط ملزمة للرئيس القادم ولا يمكنه

_ رفضها :
الالتزام بالدستور في تأليف الحكومات.

أكثرية تحكم وأقلية تعارض.
 عدم وجود ثلث معطل لأي فئة .
 عدم استعمال القوى الأمنية والقضاء كأدوات قمع للمعارضة .
 توحيد خطاب الأحزاب والمجموعات السيادية حول مشروع مواجهة السلاح الإرهابي كونه العائق المشترك لجميع الأهداف الاستراتيجية لكل الأحزاب والمجموعات السيادية.
التوجه بصورة دائمة إلى الشعب اللبناني بان السلاح غير الشرعي ليس قدراً. وبتضافر الجهود والوحدة حول المشروع يمكن إزاحة سطوته عن قرار الدولة .
 التجهيز للانتخابات القادمة من خلال مجموعة اختصاصين واحصائيين قبل سنة على الأقل من حدوثها والخصوع لقراراتها في تأليف اللوائح لنيل أكثرية محترمة  في المجلس النيابي القادم.
 حصول أكثرية نيابية سيادية وبينهم نواب شيعة أحرار يؤدي إلى :  
 إنتخاب رئيس مجلس نيابي سيادي 

 


 _ تأليف حكومة سيادية من مهامتها الأساسية الفورية:
  جيش وطني يمنع أي خلل أمني كردّة فعل من قبل حزب الله
  قضاء مستقل يحاكم الجرائم الإرهابية.

 


– الإعلام:
للإعلام المرئي والمسموع والسوشل ميديا دور كبير في مخاطبة الشعب وإقناعه بجدية المواجهة.
التركيز على عدم جدية المواجهة بين حزب الله واسرائيل لوجود قواعد اشتباك واعتراف محور الممانعة باسرائيل من خلال الترسيم البحري .
الإقلاع عن الإعتراف بفضل حزب الله بتحرير الجنوب وبانتصار تموز .


– استغلال النجاح:
عند وجود جيش وطني قوي يقوم بمهماته حسب القانون وبتوجيه سياسي سيادي وقضاء مستقل يحاسب المرتكبين أياً يكونون وحكومة سيادية يتمتع وزراؤها بجرأة القرارات لإعلاء شأن الدولة تنهي سطوة السلاح فتصبح الطريق معبدة لإزالته وتجفيف موارده غير الشرعية وإقفال مؤسساته التربوية غير الوطنية وإزالة تعدياته عن الأملاك الخاصة والعامة ومن ثم منع جميع الأحزاب والجمعيات التي لا تؤمن بنهائية الكيان اللبناني من مزاولة العمل السياسي.


 – الاغتراب:
إرسال نسخ لقادة الإغتراب اللبناني لوضع خارطة طريق اغترابية متوافقة ومنسّقة مع مشروع المواجهة الداخلي. كما انه على القوى السيادية تأليف لجنة مصغّرة للاتصال مع قوى الاغتراب والتنسيق معها في خدمة هذا المشروع .


– اقليمياً ودولياً:
إرسال نسخ إلى سفارات الدول الاقليمية والدولية لإعلامهم عن المشروع الموحد للمعارضة.

 


المصدر : الشفافية نيوز