يرى الكاتب أن الأحزاب اللبنانية هي مجرد بضاعة واحدة فاسدة، وأنها تستغل الشعب اللبناني وتخدم مصالحها الشخصية. ويقارن الكاتب بين الأحزاب اللبنانية و"دولة" واحدة تُدعى الدولة اللبنانية، حيث تتفق جميعها على الحفاظ على وجود هذه الدولة الفاسدة. ويؤكد الكاتب أن الحل الوحيد يكمن في تغيير هذا المشهد والسعي نحو بناء دولة حقيقية تخدم مصالح الشعب.


إن تحليل الأحزاب اللبنانية يكشف عن وجود تجاوز كبير للواقع، حيث تظهر الأحزاب كمتناقضة تمامًا مع ما تظهره على السطح. إذ يمكن تقسيمها إلى "لبنان الغربي" و"لبنان الشرقي"، ولكن في النهاية، تتشارك جميعها في المصلحة الواحدة داخل "دولة" واحدة تُدعى الدولة اللبنانية.

إن ما يميز هذه الأحزاب هو قدرتها على خداع الناس من خلال الإيمان بأنها تمثل توجهات مختلفة. إلا أن الحقيقة تكمن في أنها تضحك على اللبنانيين جميعًا، وتتحد معًا في تحقيق مصالحها الشخصية على حساب مصلحة الشعب. وهذه الأحزاب تترك الشعب اللبناني يعاني من الجوع والفقر والمرض، بينما يتفشى الفساد بكل أرجاء البلاد.

"لبنان الغربي" يظهر بأنه يدافع عن استقلال القضاء ويطالب بإصلاحه، ولكنه في الواقع يستغل القضاء الفاسد في مصلحته الخاصة. وهذا الاستغلال يشمل القدح والذم والتشهير بالخصوم السياسيين.

من ناحية أخرى، "لبنان الشرقي" يظهر بأنه يعمل من أجل العدالة الاجتماعية ومعالجة مشكلات القطاع الصحي والدوائي. ولكنه في الحقيقة يشارك في استغلال الأزمات الصحية والاقتصادية لمصلحته الشخصية ويستفيد من تحصيل أموال من الشعب.

المثير للسخرية هو أن هذه الأحزاب تشارك في حملات توعية ضد الأمراض مثل سرطان الثدي، وفي الوقت نفسه تتلاعب بأسعار الأدوية وتحجبها عن الشعب. فهي تستخدم التضحية الاجتماعية لتحقيق مكاسبها السياسية.

على الرغم من تمثيل هذه الأحزاب لاتجاهات مختلفة في السياسة اللبنانية، إلا أنها تتفق في النهاية على الحفاظ على وجود "دولة" فاسدة وغير فعّالة تخدم مصالحها الشخصية. وتجدد هذه الأحزاب تواريخها باستمرار، ولا تبدي أي نية جادة لتحقيق الإصلاح أو تلبية احتياجات الشعب اللبناني.

بشكل عام، يبدو أن الأحزاب اللبنانية كلها تمثل واحدة واحدة "المُنتَجَ" تستهلكه البلاد والشعب الذين أصابهم التخدير. والحل الوحيد يكمن في تغيير هذا المشهد والسعي نحو بناء دولة حقيقية تخدم مصالح الشعب.

 


المصدر : Akhbar Al Yawm