يعيش لبنان على حبل الانتظار، غير مدرك متى سيأتي الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان ولا الموفد القطري عبد العزيز الخليفي، وما سيحمل كل منهما من مقترحات حول الاستحقاق الرئاسي.


وتأتي هذه الأجواء في ظل استمرار فجوة الخلاف الداخلي حول الاستحقاق اتساعاً وتعقيداً، بسبب عدم الاستجابة لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية - الانتخابية.

ويرى مراقبون أن ترك الاستحقاق رهين الإرادات الخارجية، العربية والأجنبية، يثير مخاوف من أن يدوم الفراغ الرئاسي إلى أمد طويل، مما يفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان.

وقد صعّد هذا الخلاف من احتمالات تعثر الاستحقاق الرئاسي، حيث تبادل الفريقان الاتهامات بعدم الرغبة في التوصل إلى توافق.

 

مبادرة بري

وكانت مبادرة بري الحوارية - الانتخابية قد طرحت في أغسطس الماضي، بهدف إيجاد صيغة توافقية للخروج من الأزمة السياسية.

وقد تضمنت المبادرة الدعوة إلى عقد مؤتمر حوار وطني يضم جميع القوى السياسية، بهدف الاتفاق على إصلاحات سياسية واقتصادية ضرورية. كما تضمنت المبادرة الدعوة إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة.

ورغم أن المبادرة تلقت دعماً من بعض القوى السياسية، إلا أن فريقاً أساسياً، يضم الثنائي الشيعي ورئيس التيار الوطني الحر، رفضها.

 

الخوف من الفراغ الرئاسي

يثير الفراغ الرئاسي مخاوف من تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان.

ويرى مراقبون أن الفراغ الرئاسي سيؤدي إلى شلل في عمل المؤسسات الدستورية، مما سيعرقل جهود معالجة الأزمة الاقتصادية.

كما يخشى مراقبون من أن يؤدي الفراغ الرئاسي إلى تأجيج التوترات الطائفية والسياسية في لبنان.

 

الدور الدولي

يسعى المبعوثان الفرنسي والقطري إلى لعب دور في تسهيل التوصل إلى توافق حول الاستحقاق الرئاسي.

ومن المتوقع أن يحمل كل منهما مقترحات إلى لبنان، خلال زيارته المقبلة.

ولكن، من غير الواضح ما إذا كانت هذه المقترحات ستتمكن من تقريب وجهات النظر بين الفريقين المتنازعين.

وفي ظل غياب توافق داخلي، يبدو أن لبنان سيبقى على حبل الانتظار، في انتظار ما ستسفر عنه الجهود الدولية.


المصدر : الشفافية نيوز